الثلاثاء، 13 ديسمبر 2011

تهنئة خالصة لوجه الله


لا بد من تهنئة خاصة جداً نزجيها لمناضلي السفارات في الأردن - أحباب الله وطيور جنته، الذين شاءت إرادة العلي القدير أن يكتشفوا الشجاعة على يد الناتو، ومن خلال إعلامه ودعمه!
مبروك.. 
سوريا أنجزت (رغم المؤامرة وأنف المتآمرين، الصغار والكبار على حد سواء!) انتخابات الحكم المحلي، بينما القوانين التي تنظم الحياة العامة (إعلام، أحزاب، انتخابات، دستور جديد)، إما صدرت أو على وشك الصدور..!
بينما أنتم لا تزالون تقفون على أبواب السفارات!
ومبروك لنا: يبدو أن المؤامرة لا تعيق قيادة تمتلك إرادة الإصلاح والتغيير، بينما الرضا الغربي والدعم الأمريكي والخليجي والمساعدات الخليجية، لا تفعل شيئاً سوى تعطيل جهود الإصلاح، كما سبق أن قال الكثيرون منا..!
لقد قلنا ذلك منذ البداية، ولكن الوحي الذي ينزل على إخوتنا المسلمين والليبراليين من "نجمة الشمال" يغشي أبصارهم، فلا يسعفهم العقل ولا الضمائر الغائبة برؤية أن التشدق برفع المطالب بالنيابة عن الشعب السوري، لم يعد يحرج أحداً سواهم!
بوسع الأعمى، اليوم، أن يرى المقارنة واضحة:
يقولون أن لدى سوريا نظام لا يرفض الاستماع إلى صوت شعبه فقط، بل ويواجهه بالحديد والنار؛ غير أن هذا يبدو صراخاً ونعيقاً غربياً زائفاً ومتهافتاً من وزن أن "الشعب الفلسطيني لا وجود له" وأنه "تم اختراعه لإزعاج إسرائيل"..!
ويقولون أن لدينا نظام يجيد الاستماع إلى نبض شعبه، ويقرأ جيداً كف السياسة، ويقود السفينة بأمان وسط الأمواج العاتية، ولكن المحصلة المؤكدة بعد نحو عام من الحراك ليست أكثر من "مكانك سر"!
وهذا شيء لا يغطيه خروجنا بين الفينة والأخرى لتوجيه النصائح للرئيس السوري بالاستماع لشعبه، ولا يلغيه النعيق المشبوه للإخوان المسلمين، الذين أضحوا اليوم صريحين في قربهم من شمعون بيريز أكثر من أي وقت مضى!
هنيئاً لهم خيبتهم.. ولنا كل الأمل!
لقد بتنا نعرف اليوم أن "الجهاد" الذي تشدق به الإخوان طوال عقود، قد استحال لون من ألوان حرب "آل كابوني" التي تنظمها الـ"سي. آي. إيه"، ويتمسك بها الإخوان للحفاظ على حصرية الحق ببيع فلسطين والوطن العربي من أقصاه إلى أقصاه، ولا شأن له بمطالب الحرية والعدالة والانتصار للحق العربي، في فلسطين وغيرها!
وبتنا نعرف اليوم، كذلك، إن أنظمة وقوى المقاومة المتهمة بكل شيء، تصدق بما تقول، وتخلص لشعاراتها، وهي أكثر وفاء وإخلاصاً وأصفى نية في الاستجابة لمطالب الشعوب، ولا تلجأ للتذرع بالأسباب (المتوفرة فعلاً) للإلتفاف على هذه المطالب!
إن السادة الذين اتهمونا زورا وبهتاناً بـ"المطالبة بالإصلاح في الأردن والوقوف ضده في سوريا" مطلوب منهم اليوم أن يقفوا أمام الخارطة السياسية للبلدين ليقارنوا بين ما أنجزه نظام يدعون أنه دموي ومتصلب بالرغم من الهجمة الدولية المسعورة عليه، وما أنجزه في نفس الفترة نظامنا الذي "يفهمها على الطاير"، ويتنعم بالتفهم الغربي والدعم الخليجي، في الاستجابة لمطالب الحراك الشعبي الذي بدأ منذ وقت طويل..
النتيجة معروفة سلفاً وتؤكد: هؤلاء الأدعياء يصطفون في الواقع مع الغربي في السعي لدمار سوريا، وفي تعطيل انجاز الإصلاحات في الأردن؛ وهم أصحاب مشروع عمالة تخريبي رأيناه في ليبيا، بينما المقاومة تقدم نموذجاً آخر مشرق تتضح معالمه في سوريا!
هذه هي الحقيقة، ولا يغير منها شيئاً ملتحٍ ينتشي بشمّ رائحة جنة الناتو، مهما قال أو فعل!

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

اخي ياسر,
لا ادري لما اشعر بالاطمئنان على بلدي الحبيب سورية كلما قرأت لك.هل هو الشعور بأن لنا اخوة يقفون معنا؟.. مع ان المشاعر الطيبة التي يحملها امثالك من الاخوة العرب تجاه بلدي لا تغير في ميزان المؤامرة المحاكة ضد سورية شيئا على ارض الواقع, لكني استمد منها الكثير من الامل والتفاؤل .لماذا؟؟؟لا اعرف الجواب ,ولكني اعرف ان من يقف بجانب بلدي وشعبي في هذه المحنة انسان عظيم نبيل يستطيع ان يميز الجمال من القبح يريد الخير لغيره ولايشتهي لسورية الحضارة الا الافضل . انه انسان شجاع اقول له بكل حب شكرا.
العنود فجر يعقوب