الأحد، 7 أغسطس 2011

حظاً أوفر د. أحمد ماضي!

جرت انتخابات رابطة الكتاب الأردنيين وسط حالة من الاستقطاب الشديد حول الموضوع السوري؛ وكان قد تم التمهيد للمعركة الانتخابية مع "تيار القدس" بحملة شعواء لا تبقي ولا تذر، طالت رئيس الرابطة المنتهية ولايته، سعود قبيلات، على خلفية موقفه من الوضع في سوريا، واتهامه بالامتناع عن إصدار بيان يدين النظام السوري، وتعطيله الجهود المحمومة لإصدار ذلك البيان.
وكان، حينها، ملاحظاً أن أبرز متصدري هذه الحملة ضد الرابطة ورئيسها يتغافلون عن أن "كتلة التجمع"، التي ينتسبون لها، هي كذلك، كانت تحجم عن التورط بإصدار مثل هذا البيان المشبوه.
وبالمناسبة، لم تفعل حتى اليوم..!
وأكثر من ذلك، تجنب مرشح الكتلة لرئاسة الرابطة د. أحمد ماضي اتخاذ موقف معلن في حينه؛ وفقط في لحظة إحراج تخللت المناظرة، التي أجريت قبيل الانتخابات، بينه وبين منافسه د. موفق محادين، اضطر إلى الإعلان عن أنه و"التجمع" سينظم مظاهرة أمام السفارة السورية.
وانتهت الانتخابات، ومر نحو أكثر من شهر، ولم ينفذ وعده.. أو وعيده!
وبالطبع، فإن نتيجة الانتخابات، التي جرت على خلفية ذلك الاستقطاب على الموقف من سوريا، أهدت تيار القدس فوزاً (تفويضاً) ساحقاً، وجاءت بالدكتور موفق محادين، أحد أبرز صقوره رئيساً؛ وذلك في تصويت يؤكد أن السواد الأعظم من أعضاء رابطة الكتاب الأردنيين، بما في ذلك الكثيرين من ناخبي "التجمع" نفسه، يتخذون موقفاً إلى جانب سوريا ضد المؤامرة؛ أو على أقل تقدير، وفي أضعف الإيمان، يبدون عدم اطمئنانهم وريبتهم مما تتعرض له سوريا، وعدم تأييدهم للحملة الشعواء التي تشن على هذا البلد العربي الممانع والمقاوم، الذي يأنف الدخول في "نعيم السلام الإسرائيلي".
وما يؤكد ذلك، أن مرشحي "التجمع" ممن تورطوا في الحملة المشبوهة على الرابطة ورئيسها السابق، وحالوا توظيف الموضوع السوري في سياق انتخابي، سقطوا سقوطاً مريعاً ومدوياً في الانتخابات، لا يمكن أن يتحقق بدون أصوات وناخبي "التجمع" نفسه، الذين أظهروا أنهم يضعون همّ الأوطان فوق الحسابات الانتخابية الضيقة والصغيرة!
وعملياً، مثلت نتيجة الانتخابات إجماعاً عاماً في الهيئة العامة للرابطة، بتياريها الرئيسيين: "تيار القدس" و"التجمع الديمقراطي"، ضد العبث الذي يحاول بعض أركان "التجمع" ممارسته في الشأن السوري، وضد زج الرابطة في معسكر القوى المعادية لسوريا والعرب، وفي معركتهم المشؤومة ضد شعبنا السوري ووطنه ودولته وقيادته.
هذا كله، من الحقائق التي يجب أن لا تغيب عن البال، حينما نطالع بيان د. أحمد ماضي المنشور على صفحتة على "الفيس بوك" الذي يعبر فيه عن استيائه من رئيس الهيئة الإدارية، التي هو عضو فيها، لأنه لم يجبه على رسائله الهاتفية، التي يدعوه فيها إلى المشاركة باسم الرابطة في اعتصام القوى الظلامية أمام السفارة السورية..!
وهنا، يبدر للمرء أن د. أحمد ماضي يريد من الهيئة الإدارية التي أحجمت، بينما هي على محك الإنتخابات الحرج، عن التورط في موقف مشبوه من سوريا، أن تفعل ذلك بعد أن نالت التفويض على أساس موقفها السابق ذكره!
وهنا، كذلك، يبدر للمرء أن د. أحمد ماضي نسي أنه أقلية قليلة، ليس في الهيئة الإدارية فقط، بل بالرابطة نفسها التي تنأى هيئتها العامة عن مثل هذه الأنشطة المشؤومة والمشبوهة، التي لا تستقطب سوى القوى الظلامية، ومن قَبِلَ أن يؤجر عقله، وارتضى لكرامته أن يشتم أمته وإرادتها الحرة ممثلة بالمقاومة، وأن يهتف للشيخ اللوطي العرعور!
وهنا، أيضاً، يتبادر للذهن أن د. ماضي الذي يتحرق شوقاً للهتاف ضد استبداد الحكام، ينسى أنه في رئاسته للهيئة الإدارية لدورتين، قدم مثالاً مذهلاً على الاستبداد والتعسف، والتمسك بكرسي الرئاسة. بل هو كذلك يريد من الهيئة الإدارية التي هو فيها عضو أقلية قليلة، ومن هيئتها العامة التي صوتت ترفض الانجرار وراء المخططات المشبوهة التي تحاك العدوان على سوريا، أن يتخلوا عن قناعاتهم، وأن يتبعوه دون نقاش، بمجرد "مسج" يرسله لهم..!
والله، هذه لم يفعلها أحد من قبل حتى قرقوش نفسه!
ولكن هذا ليس د. أحمد ماضي؛ إنه أذكى من أن يفوته كل ذلك. بل على العكس، هو من الذكاء أن يعرف يقيناً أن الكثيرين لن يفطنوا إلى كل هذه الحيثيات في زحمة انشغالاتهم اليومية وبحسن ظنهم، فتنطلي عليهم دعوته وبيانه؛ فلم يتردد أن يفعل ما فعل. وحينما لم يجد الاستجابة انتقل إلى ما يريده في حقيقة الأمر؛ أي وضع أساس لافتعال أزمة يحتاجها ويريدها بشدة، في الهيئتين الإدارية والعامة لرابطة الكتاب الأردنيين، وذلك حلاً لمشكلة ومعضلة أدبية يواجهها، هو شخصياً.
والمشكلة والمعضلة، التي يواجهها د. ماضي، هي أنه وأركان "التجمع"، وعدوا في سياق حملتهم الانتخابية ناخبيهم أنهم لن ينسحبوا من الهيئة الإدارية، ولن يستقيلوا، إذا ما وجدوا أنفسهم أقلية على ضوء الانتخابات؛ وأن يتعاطوا مع نتيجة صناديق الاقتراع بايجابية، ويتعاونوا لما فيه خير الرابطة وأهلها.
وببساطة، د. أحمد ماضي يحتاج لأزمة ليتحلل من هذا الوعد الانتخابي..!
لا سوريا، ولا الشعب السوري، ولا شيء آخر من هذا الوزن، هو ما يثقل على د. ماضي؛ فهو هنا، على الأقل يتذكر أنه أقلية، وأن الموضوع السوري، الذي اختار هو وأركان "التجمع" أن يكون جوهر العملية الانتخابية، قد تم التصويت عليه في الانتخابات فعلاً، وانتهى الأمر ديمقراطياً!
ولا بد أن د. ماضي، الذي يتجنب إحداث انقسام في "تجمعه" فلا يطرح فكرة إصدار بيان إدانة على زملائه في "التجمع"، يأمل أن يكون لإعادة طرح الموضوع السوري في الرابطة بعض الأثر على هيئتيها الإدارية، وكذلك على هيئتها العامة، التي صاح من أعضائها صائح فور إعلان نتيجة الانتخابات، معبراً عن اطمئنانه على الرابطة: مبروك لسوريا!
وأهمس أنا هنا: حظاً أوفر د. ماضي!
ملاحظة: الصورة تعبيرية اضطرتنا إليها بعض الاعتبارات الوجيهة. وهي على أية حال مودة خالصة، قد تنفع في التسرية عن بعض المعنيين بقراءة هذا المقال!

هناك 3 تعليقات:

غير معرف يقول...

يا صاحبي مقال اقل من المستوى على غير العادة, وفية شخصنة للأمور.

غير معرف يقول...

مقالك مهزلة يا صديقي

نعيم الغول يقول...

يبني المقال على نتيجة الانتخابات باعتبارها تفويض لتيار القدس في الموضوع السوري وهذا غير صحيح فالموضوع السوري لم يشكل بيضة القبان في اختيار الناخب بل الوضع الداخلي بما ينعكس عليه ايجابيا. ان الالتحام مع القيادة السورية بحجة وقوف امريكا والغرب والدول الخليجية (ضدها) التحام مشبوه جوهره ان الملتحمين مستفيدون من النظام السوري وفي الحد الادنى يعبرون عن موقف ايديولوجي ذيلي لحزب البعث المتحكم بسوريا طوال عقود. وينسى هؤلاء المتكالبون على النظام السوري المطالب الشرعية المحقة للشعب السوري في الحرية والديمقراطية وينسون القبضة الامنية الرهيبة وينسون انه لا كرامة لسوري الا بان يعبد بشار الاسد ومن قبله حافظ. اذا كنتم على السدة الان فأنتم ممعوطو ذنب ولن تغير مهاتراتكم من حقيقة الامر: في سوريا يقتل الشعب على يد نظام قمعي مدان من الشعوب العربية وليست من كمشة كتبة يعتاشون على ما تنشر جرائد الشللية لهم.