الاثنين، 8 أغسطس 2011

يكذب الثورة ويصدق الأسد

موفق محادين
إذا كان الإعلام العربي الذي يتصنع الدفاع عن الحراك الشعبي السوري من طينة وطراز ما حدث معي فلا بواكي لهذا الحراك، ويا له من إعلام يتحرى الصدق والشفافية على طريقة فضائيات عربية معروفة أجازت لنفسها استعارة الخطاب النازي للسيد غوبلز، ومن جملة ذلك:
1. ما أصدره زملاء في رابطة الكتاب ومن خارج الرابطة ضد مشاركة (مزعومة) لي في وفد شعبي أردني مؤيد للأسد، كما جاء في التصريح... وذلك علما بأنني لم أشارك في أي وفد لا مع نظام الأسد ولا ضده ولم أوقع على بيان مع أو ضد أيضا...
وعلى قاعدة جد لأخيك عذرا، فربما اختلط الأمر عليهم بين وفد أردني مؤيد ذهب أو عاد من دمشق (لا اعرف بالضبط) وبين مقال نشرته تحت عنوان (كنت في دمشق)؛ وذلك علما أيضا بان المقال قديم وكتبته بعد مشاركتي في جاهة خطبة عشائرية لعائلة الأتاسي في حمص، وكان ذلك قبل أحداث حماه بأسبوعين على الأقل.
2. كلما ذهبت إلى دمشق أو مررت بها إلى بيروت، أفضل استثمار وقتي القصير هناك بلقاءات مع أصدقاء تأخذ البعد الشخصي ومعظمهم من المعارضة الثقافية المدنية مثل ميشيل كيلو وفايز سارة وأبو حيان الجباعي وسلامه كيله.. الخ.
3. بخصوص مقالي (كنت في دمشق) والذي أعادت مواقع الكترونية نشره حتى عنوان مثير (محادين يكذب الثورة السورية ويصدق الأسد) فلم اكذب ولم اصدق أحدا بل حاولت تقديم صورة موضوعية قدر الإمكان وبدون ان انحاز لأحد خارج قناعاتي، وقلت أن سورية تشهد حراكا واسعا تشارك فيه أطياف مختلفة، شعبية مشروعة سلمية وأخرى مرتبطة بأجندة خارجية بعضها سلمي وبعضها مسلح، ولا تختلف بذلك عما يشهده الشارع العربي من تداخل العمل الشعبي المعارض المشروع مع ما يعرف بجماعة الثورة البرتقالية الأمريكية المشبوهة خاصة نشطاء التمويل الأجنبي والليبراليين المزعومين المرحب بهم دائما في السفارات الأمريكية.
4. فيما يخص موقفي من النظام السوري موقف مركب من مستويين، مستوى عام يشمل النظام السوري ويرفض احتكار السلطة من قبل أي زعيم أو حزب أو جهاز أو مجموعة ويدين أي شكل من أشكال استخدام العنف ضد المواطنين..
وبالمقابل وفيما يخص سورية تحديدا للعميان والمشبوهين أن ينكروا وجود مؤامرة أمريكية صهيونية لتحطيم الدولة وليس النظام وحسب على غرار ما شهده العراق. ولا يعني ذلك بالتأكيد مواجهة المؤامرة بالدبابات بل بالإصلاحات الشاملة والحقيقية فالعنف يخدم المؤامرة ولا يواجهها.
(العرب اليوم. 2011-08-08)

ليست هناك تعليقات: