الجمعة، 5 أغسطس 2011

تجليات ثورة الـ"طز"


أضحى الحديث عن "شبيحة النظام"، أو "شبيحة ماهر الأسد"، مسلمة لا تقبل النقاش ولا الجدل؛ وباتوا حقيقة لا تقبل حتى مجرد التساؤل، طالما أن الفضائيات وكتبة المقالات وأصحاب البكائيات التي تذرف دموع التماسيح على الشعب السوري، يجمعون على أنهم موجودون، وأنهم سبب كل شرور الدنيا.
حسناً، بمناسبة هذا الحديث الطويل العريض عن الشبيحة، أود أن أسأل: ما رأيكم بهتافات "الثوار" أنفسهم..!؟
شخصياً، لم أقرأ، ولم أسمع، ولم أر ثورة شعاراتها ردح في ردح، وهتافها شتائم في شتائم، ولا تنطلق حناجرها بجملة محترمة واحدة؛ لا في الثورات الحقيقية التي عرفها التاريخ، ولا حتى في الثورات الملونة، التي شهدها العالم في العقدين الماضيين؛ بل ولا يمكن أن تعثر على مثيل ولو فردي لها في "ثورات" ما دعاه الإعلام الغربي بـ"الربيع العربي".
وأنا لا أتحدث عن الهتافات الطائفية البغيضة؛ التي يجب أن تكون لوحدها كافية ليستريب المرء على أقل تقدير مما يجري في سوريا، ويسوقه علينا باسم "ثورة"..
أتحدث عن هتافات من قبيل: "طز.."!
وبإرادة الفضائيات وأصحاب البكائيات من غلمان إخوانيين وصبيان متأمركين يصبح مطلقها شاعر ثورة، وملهم شعب، وقديساً في محراب الحرية!
هتافات من قبيل: "يلعن روحك يا حافظ"!
وبإرادة الفضائيات وأصحاب البكائيات من غلمان إخوانيين وصبيان متأمركين تصبح نداء "سلمياً" للحرية، وصرخة إنسانية تعبر عن إرادة شعب ينشد حياة حرة كريمة!
ما هذا..؟!
إنه شيء لا يصدر عن شعب، ولا حتى عن مجرد جمهور، ثائر. ولا يمكن أن تكون هذه نداءات وهتافات ثورة، فالثورات -كل الثورات- التي شهدناها وسمعنا بها وقرأنا عنها، قبل الأعجوبة "السورية"، كانت تطرح منظومة قيم وأخلاق جديدة، تحرص على التمسك بها في أحلك الظروف وأقساها..
نعم، فالثورة قد تكون عنيفة، ولكنها تمسك على نحو مبدئي وصارم بحدود قصوى من الأخلاق؛ فما بالكم بـ"ثورة" أعجوبة، تدعي أنها سلمية وعفوية مائة في المائة!
إن الهتافات التي نسمعها في المشاهد التي تبثها "الجزيرة"، وغيرها من "الجزر" العربية، ليست نداءات ثورة، ولا هتافات ثوار، بل هي نداء غاب، وصوت غوغاء مأجورة، تلبي غرائز مبنية على أحقاد شخصية لبعض رعاتها الإقليميين..
الثورة قد تكون عنيفة ودموية، ولكنها لا تتنازل عن تفوقها الأخلاقي!
وهذه هتافات تليق بالـ"شبيحة"، ولا يمكن أن تكون لغيرهم. بل هي دليل حاسم على أنهم موجودون، وتكشف عن الطرف الذي ينتسبون إليه، في الواقع والحقيقة!
وأنا اليوم، على يقين، بأنهم ليسوا "شبيحة" النظام، ولا ماهر الأسد!
وبغض النظر عن هذا وذاك، فإنني لا أتخيل أن أحداً يحترم عقله وكرامته ويرضى أن يكون محسوباً على ثورة، أبرز إبداعاتها وأرقى تجلياتها كانت: "طز"!
أمن كل عقلكم تريدوننا أن نحجز لهؤلاء مكاناً، إلى جوار صالح العلي، ويوسف العظمة، وسلطان باشا الأطرش، وغيرهم ممن هم بمثل مقامهم..!؟
من المؤكد أن "ثورة الطز" هذه ليست ثورة الشعب السوري؛ قد تكون ثورة سعد الحريري وحاملة الطائرات الجانحة في الخليج، أو ثورة بعض القوى الإقليمية والدولية، ولكنها بالتأكيد ليست ثورة الشعب السوري..!
في سوريا الممنوعة أمريكياً من الإصلاح طوال عشر سنوات خلت، هناك شعب ينشد الإصلاح، بالحفاظ على دولته ونسيجه الاجتماعي، وإرثه الحضاري، وبما يجمع أبناء سوريا الواحدة الموحدة ولا يقصي أحداً منهم.
وهناك بالمقابل، "شبيحة" تم استقدامهم وتوزيعهم على أدوار مريبة في مسلسل "ثورة" الموسم الدموي، الذي يزّور ويلفق "ثورة سورية"، تتراقص فيها الأسباب بوضوح، موزعة ما بين المخططات والمؤامرات الإقليمية والدولية والأحقاد الشخصية على سوريا وقيادتها!
الثورة قد تكون ظالمة وقاسية، ولكنها لا تنحدر أخلاقياً إلى مستوى الأحقاد الشخصية، إلا إذا كانت ثورة "شبيحة"، فعلاً!

هناك 9 تعليقات:

غير معرف يقول...

الله محييك أستاذ ياسر
أما تعليقي على هذه الثورات هو :
الثورات العربية قامت على مخطط إسرائيلي - أمريكي بمباركة الغباء العربي
هنيئاً لكم استعماركم لأنفسكم أيها العرب ومبارك عليكم هذا الغباء
ملاحظة : هذا هو اسم المسستخدم الخاص بي على موقع الفيس بوك "طز بالثورة"

غير معرف يقول...

و يا بشار و طز فيك و طز يالي بحييك و يالا ارحل يا بشار ...

و بعدين بما انو حزب البعث الهكم و بصرف عليكم و دولة الممانعة متبقية في سوريا لماذا لا تهجرون دولة عميلة لامريكا و عندها علاقات مع اسرائيل و تروحوا ع سوريا؟

مع الوقت ستصبحون من مخلفات العهد البائد مثلكم مثل الانظمة الساقطة !!

محمد الصعوب يقول...

شكراً على المعلومة المهمة فقد كنت اعتقد أن من يخرج الى الشارع في سوريا مجموعة من المتنورين و الفلاسفة أن الذين يخرجون هم من تنظيمات معينة اسلامية أو غيرها و شكرا على التوضيح بأن الخروج الى الشارع بعد مجازر النظام المجرم سوف يكون منظم و منسق مثل مسيرات "الموالاة "
استاذي
انا اخرج الى الشارع في الاردن ضمن مجموعات يفترض انها منظمة لكني لا استطيع ان امنع اي من الرفاق من قول كلمة " طز" مثلا .. ما بالك الثائر الذي يواجه آلة العنف التي نعرفها كلنا ..
انا سمعت هتافات من قبيل شعب واحد و الشعب و الجيش ايد وحدة .. سلمية سلمية , ارضي الجبل السهل التل الشعب السوري ما بينذل
و قرأت يافطات ضد الطائفية
ارجو المعذرة لم يعجبني اختيار فكرة المقال ولا مضمونه
تحياتي
محمد الصعوب

غير معرف يقول...

كان عليك أن تراجع مقالاتك أولاً قبل أن تقوم بكتابتها ومهاجمة شعب عربي أو أن تسكت.. لا أن تكون في صف نظام متبجح ومجرم وفاسد
قلت لي يزرف ما هيك.. العمى

غير معرف يقول...

أخ ياسر
عيب عليك تسمي موت السوريين "ثورة طز"
له يا طيب الأصل
اسمح لي أن اقول لك نيابة عن جميع الحمايدة: أخ تفوووووو بوجهك يا قليل الحيا

غير معرف يقول...

مرة ثانية
جميع الحمايدة مع بعض:أخخخ تفوووووووووووووو

غير معرف يقول...

اخ ياسر مش عاجبك؟
اذن طز فيك وطز باللي بحييك
كل واحد ببلش ينظر ويكذب علينا

غير معرف يقول...

اخ ياسر,
ارجو ان تضيف الى مقالك ان من يؤيدون الثورة السورية ليسوا اكثر ادبا من العرعورين ولا اكثرديمقراطية والدليل الردود اعلاه. اعانك الله يا لخ العروبة.

العنود فجر يعقوب

غير معرف يقول...

و كانك لم تستمع لامثالك من شبيحة الاسد و هم يشتمون الذات الالهية من ارفعهم مكانة الى ارذلهم و كلهم اصلا اراذل ... و كأنك لا تستمع لهتافات اولئك الذين فسدت فطرتهم و غلب سلوكهم الطبع السيء و هم يعترفون بملء افواههم القذرة انهم شبيحة الاسد حين يهتفون : شبيحة للابد ... لاجل عيونك يا اسد

او كانك تناسيت او غضضت القلم و النظر و البصر و الفؤاد عن ذلك الجرذ المقبور في ليبيا حين اطلق كلمة "طز" كشعار لحربه القذرة ضد شعبه .. و كم كررها هو و ابنه القبيح و شبيحته في الساحة الخضراء

هل يطيب لك العيش و انت تبرر القتل و الاجرام و الوحشية و لا يوجد لك اعتراض الا على بعض الشتائم التي تصرف غضبا في حق سفاح مجرم يتقلب في قبره معذبا على كل قطرة دم سورية و لبنانية و فلسطينية اهدرها في سبيل استمراره في سلطته ؟؟؟

انا انصحك جدا و انت من المسموح لهم زيارة سوريا ان تذهب و ترى على ارض الواقع كمية دور البغاء و علب الليل و الضباط المرتشين و من يتاجر بشرفه من حرس الحدود و سواقي سيارات الاجرة برعاية رسمية و علنية من نظامك الذي تحاول بائسا تلميعه