القاريء الشيخ معروف البخيت

نقلت وكالة عمون الإخبارية، الجمعة الخامس عشر من نيسان، خبراً طريفاً. جاء في نصه: ((أخطأ مذيع الاذاعة الاردنية حينما قال بعد ان انتهى سماحة الشيخ معروف رشاد الشريف من قراءة تلاوة ايات من القران الكريم، بالقول: استمعتم الان الى قراءة من آي الذكر الحكيم تلاها عليكم القاريء الشيخ معروف البخيت.. فضحك كل من في المسجد ومن يستمعون للاذاعة الموحدة.. وقالوا: "آمين.. جزاك الله خير يا شيخ ابو سليمان"))..!

هل انتهى الضحك..؟!

خطأ مذيع الإذاعة الأردنية قد يثير الضحك أو التبسم، على أقل تقدير؛ ولكن خطأ البخيت وحكومته يثير الأسى ويطيل أمد حالة عدم الاستقرار في البلاد؛ فهو وهي، ليسا أبعد مما وصف مذيعنا الفاضل؛ فالرئيس وحكومته يتصرفون بما يتعلق بالإصلاح على طريقة الشاعر الذي ينتظر الإلهام؛ يصرفون الوقت بالتنظير، والخطب، والعهود، والوعود، والتطمينات (إرسال من طرف واحد).

والرئيس وحكومته يتصرفون، بما يتعلق بالإصلاح، على طريقة مولانا القارئ، الذي لا ينتظر مقاطعة، ويتوقع الإنصات التام بينما يتلو محكم التنزيل، وتعتريه وحكومته رجفة كهربائية حينما يتناهى إلى مسامعه أي إرسال، مهما كان خفيض الصوت، من الطرف الآخر. كأنما الحديث والحوار حول الإصلاح حق حصري، تمنحه الحكومة، للجنة الحوار المعينة تعييناً.

هل انتهى الأمر..؟!

ترتبك الحكومة، ويسقط في يدها، كلما تمت المطالبة بالتعجيل بالخطوات الإصلاحية وحسمها؛ ولكنها بالمقابل تبلى البلاء الحسن في قمع حركة الشارع، والتصدي للمظاهرات، وتشويه الحراك السياسي، وتجييش جزء من الشعب للانتصار به على جزئه الآخر. وتسارع إلى وضع سقف للاصلاح السياسي باستدعاء فتاوي بائسة؛ وتغيب حراك الشارع باستدعاء واحد من مشاهد "نهر البارد".

متى يبدأ الضحك..؟!

سيأتي يوم يجلس فيه رئيس الحكومة ووزراءه خارج الدوار الرابع، ويبدأ هو وهم بإطلاق التحليلات والتصورات والنصائح الملهمة حول الإصلاح، وكيفية التعامل مع الأزمة السياسية في البلاد، ولن يشبه هو وأركان حكومته أنفسهم أثناء ذلك، بل سيكونون أكثر شبهاً بمولانا القارئ الشيخ؛ فنتيقن نحن أن المذيع لم يخطئ، ولكنه وحسب أورد الحقيقة غير الشائعة عن القارئ الشيخ معروف البخيت ومجلس إفتائه.