الأربعاء، 11 مايو 2011

البلية وشرها وأشرارها


يتباهى مواطن عربي، بالغ عاقل، بأن الأحداث والثورات العربية وقعت نتيجة سياسة الحزب الواحد "أما نحن ولله الحمد"، يقول بزهو، "فليس لدينا أحزاب، وقائدنا حفظه الله لا يسمح بالتحزب ولا يقبل بأن تنتشر آفة الأحزاب في بلدنا الطيب"..!
 
ولا حول هنا، إلا أن نقول: "والله أنت الطيب"!

وفي بلد عربي آخر، يتباهى اعلامي يقدم نفسه خبيراً ومفكراً، وهو بالمناسبة بالغ وعاقل أيضاً، أن "الأحداث والثورات العربية وقعت بسبب الشرور التي نجمت عن ديكتاتورية الأنظمة الجمهورية العربية، التي اتضح أنها ملكيات جمهورية"، ويأخذه الزهو فيضيف، "أما نحن فنحمد الله أننا نعيش في كنف نظام ملكي يستند إلى شرعية دينية"..

ولا حول هنا، أمام هذه العبارات التي تدوس على الأفكار والعقل، كما يدوس البلدوزر حوض زهور، إلا أن نقول: لا حول ولا قوة إلا بالله!

ويقول مواطن عربي ثالث، برتبة مسؤول (جاري التحقق من عقله وبلوغه) معلقاً على الأحداث في بلده: "الديمقراطية لا تتناسب مع وضعنا، ولا تناسب تركيبتنا الاجتماعية، ولا الأخلاقية، ولا الإنسانية، لأن لدينا حاكماً صنع المنجزات في هذا البلد، وقاده في منعطفات تاريخية صعبة، وخرج به من كل المآزق المحيطة والأخطار المحدقة، سواء من الداخل أو الخارج ولله الحمد. وهذا دليل على حكمته".

ولا حول هنا، حينما يتحدث المواطن المغلوب على أمره والإعلامي المفكر والمسؤول، بنفس اللغة الفاسدة، واللسان المعوج، لا تملك إلا أن تقول: "منه وعليه العوض"!

بطبيعة الحال، لا يجدر بنا مناقشة المواطن المغلوب على أمره، في رأي عبر عنه بمعرض الإجابة على سؤال محسوم الإجابة سلفاً فاجأته به الصحيفة الرسمية؛ ولكن إجابته تضيف إلى قائمة جرائم الأنظمة العربية جريمتان إضافيتان، تهون أمامهما الكثير من الجرائم الأخرى، ونعني جريمتا: التجهيل والتربية على "التطبيل والتزمير".

أما صاحبنا الإعلامي المفكر فنحتاج، قبل مناقشته، أن نستقدمه أولاً من غيبوبة القرون الوسطى إلى القرن الحادي والعشرين. 

وبالنسبة لسعادة المسؤول فسنؤجل أمر البت في شأن مناقشته، إلى حين التحقق من سلامته العقلية! 


ليست هناك تعليقات: