السبت، 6 أغسطس 2011

البرتقـاليــون


بقلم: موفـق محـادين
ليست ظاهرة ما يعرف بالليبراليين والإسلام الأمريكي وغيرهم ممن يَلْطون وراء حقوق الإنسان والدولة المدنية المزعومة وأنصاص الليالي مع القناصل الأجانب وصناديق التمويل الأجنبي.. ليست ظاهرة جديدة في التاريخ العربي الحديث.
والحق انه إذا كان يساريو الموجة اليهودية الأممية، وكذلك عمائم التنوير الماسونية أواخر القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين، مشوشين أو مضللين أو معجبين بالدعم الماسوني الفرنسي لأول مؤتمر للاتحاد والترقي التركي في باريس 1909 وموديله العربي 1913، فما الذي يشفع للموجة البرتقالية الجديدة من اليساريين والإسلاميين الذين تحولوا إلى الليبرالية فجأة واكتشفوا أن أمريكا لم تعد امبريالية.
الحق أيضاً أننا وقبل هذا الاكتشاف المفاجئ، كانت الباحثة البريطانية، سوندرز، تكشف ما هو أسوأ ومتى، أيام الحرب الباردة والانقلابات العسكرية الأمريكية وملاحقة اليساريين والوطنيين بالرصاص أو خلع أظافرهم وقطع أصابعهم وألسنتهم.
ففي كتابها الشهير من «يدفع للزمار»  ابتدأت سوندرز مع يسار اليسار فيما يعرف بمدرسة فرانكفورت التي اتضح أن عدداً من كتابها كانوا عملاء لمكتب الخدمات الإستراتيجية 1942 (صار المخابرات المركزية الأمريكية لاحقاً)، واستكملت وسندرز كتابها بفضائح لا تصدق وسيناريوهات مثل تعليم الطبخ لكتاب يساريين تحولوا إلى الليبرالية ونالوا جوائز أدبية أو ترقيات أكاديمية أو مواقع رسمية..
هذا عن يسار المخابرات الأمريكية، أما الإسلام البرتقالي الجديد فلنا أن ننتظر طبعة مزيدة ومنقحة من كتاب «من يدفع للزمار» مباشرة أو عبر اسطنبول الواعدة، على شكل مراكز دراسات تعنى بحقوق الإنسان أو الإسلام أو النقابات أو الهويات الفرعية أو عبر صحف وإذاعات وفضائيات ومواقع الكترونية.
هذه الصورة باختصار من الماسونية تحت عمائم الشيوخ المتنورين ويسار مندوبي الكومنترن اليهود الذين التحقوا بدولة الاغتصاب الصهيونية إلى ليبرالية مزعومة تصحوا وتنام مع شخير العم سام.
(العرب اليوم. 2011-08-06)

ليست هناك تعليقات: