الجمعة، 5 أغسطس 2011

غلمان الإخوان وصبيان الأمريكان


يعتقد كتبة الطابور الخامس، بعبقريتهم المعهودة، أنهم تمكنوا من وضع النظام السوري في دائرة الشك والإدانة الدوليين، متناسين أن هذا "الفضل" الذي يدعونه ليس "إنجازاً" جديداً، وهو قبل ذلك ليس إنجازاً لهم، فقد سبقتهم إسرائيل والولايات المتحدة إليه عبر أنظمة الاعتدال النفطية وماكينة إعلامها الجبارة، التي هم فيها مجرد براغ خارجية وثانوية!
وهو "شرف" لا يمكنهم ادعائه. ولكنه، في الحقيقة، مهمة يتمونها اليوم!
ويمكن هنا، اعتبار أن هؤلاء الفزيعة، الذين تركوا كل الدنيا وانشغلوا بشن هجمتهم الشرسة على سوريا، إنما يسعون إلى إشغال الشعوب العربية عن قضاياها وطموحاتها الخاصة للتغيير في بلدانها؛ ودفعها للانخراط بالحرب الصهيونية الأمريكية على سوريا.
ويرمي كتبة الطابور الخامس، كذلك، من خلال التشنيع على النظام السوري، إلى تبييض صفحة بعض أربابهم من الحكام العرب، الذين يحكمون إلى يومنا هذا بأساليب القرون الوسطى!
ولذلك، فإن الموضوع السوري بالنسبة لهم ليس موضوعاً للحوار، ولا يجوز فيه تحري الحقيقة؛ ويصرون، بالمقابل، على تحويل الأردنيين إلى "شاهد عيان" لدى الجزيرة، يلفق الأكاذيب، ويروج الترهات، كما يفعلون هم!
فالموضوع، في أساسه، مهمة أنيط بهم أن يتموها!
وليس بدون معنى أنهم، وأبطالهم في سوريا، لا يأبهون الحوار الوطني، ولا يعنيهم أمر الإصلاحات المطروحة، ولا يكفيهم سوى الموت الذي يشعل فتيل الأزمة وينقل سوريا إلى مرحلة الحرب الأهلية، التي تحطم الدولة، وتقضي على كيانها، وتهيؤها للتقسيم والتفتيت على أشلاء شعبها!
وفي الداخل، يريد هؤلاء إشغال الشعب الأردني بالملف السوري ليتمكنوا من طي ملف الإصلاح، وسحبه من الشارع، وإعادته إلى غرفة الصفقات المظلمة، التي تتيح لهم احتكار التفاوض مع النظام أو بعض الأمريكان، وعقد صفقة خاصة خالصة لهم، بعيداً عن عبء اعتبار الأماني والتطلعات الشعبية التي ركبوها ردحاً من الزمن، وباتت اليوم تمثل قيداً عليهم.
وهي مهمة لا تتم بدون استئثار الحراك، واختطاف للشارع!
لذا، فهم يعمدون لمهاجمة كل القوى التي تتواجد في الشارع الأردني بفتواهم العبقرية الخاصة: "من يؤيد النظام السوري، لا يحق له المطالبة بالإصلاح في الأردن"؛ وهم بطبيعة الحال، يعتبرون كل من لا يردد وراءهم أكاذيبهم مؤيدا للنظام السوري.
طبعاً، فهم "مبدئيين" في الخارج، وأصحاب صفقات في الداخل!
والعجيب، أن هذه الفتوى التي تحرم الأردنيين من حقهم بالمطالبة بالإصلاح في الأردن، لا تحرم الأمريكان وسفيرهم في دمشق، ولا حتى أركان الكيان الصهيوني، من حق المطالبة بـ"الإصلاح" في سوريا!
ولم تمنع، كذلك، "إخواننا المسلمين" من التهليل لزيارة السفير الأمريكي وخليله الفرنسي إلى حماة!
وهناك، إلى جانبهم كتبة الطابور الخامس، من ليبراليين إسلاميين وعلمانيين، يريدون أن يبقى الأردنيون عينات بحثية، ليواصلوا الإقتتات على فتات التمويل ومنادمة موظفي السفارة الأمريكية، ومناجاة مبعوثي الـ"سي آي ايه".
وفي النهاية، يحق لنا أن نسأل: من هؤلاء الذين يخوِّنون كل من "تسول" له نفسه أن يستريب مما يحدث في سوريا، بينما يقدمون مواقفهم المشينة، التي تلتقي مع الأمريكي والإسرائيلي، باعتبارها مثال على الوطنية والإنسانية!؟
إنهم، بكل بساطة، غلمان الإخوان وصبيان الأمريكان!

ليست هناك تعليقات: