الأحد، 20 نوفمبر 2011

أكاذيب عرب الدوحة


هناك كل يوم قتلى باليمن. أما لماذا يحاول عرب الدوحة حل الموضوع ودياً، ولا يأخذونه نحو التدويل عبر الجامعة، فهذا كما يروجون لأن القتلى في سوريا أكثر بكثير!
وهنا، بضعة ملاحظات تجاوزت عنها المحطات الفضائية وعرب الدوحة وجماعة الأخوان المسلمين المارقة وحلفاؤها الليبراليين العرب من زوار السفارات:
المعلومات القادمة من اليمن مؤكدة ولا يشكك بها أحد، ولا يمكن الطعن ببشاعتها، أو الالتباس بهوية مرتكبها وفاعلها، بينما المعلومات القادمة من سوريا مشكوك بها، وتأتي من أحد طرفي الصراع حصراً، وكثيراً ما تم اكتشاف زيفها، وعدم مطابقتها للواقع، ولشهادات الوفود المحايدة.
وهناك في اليمن استخدام للأسلحة الثقيلة ومن بينها المدفعية والطيران، وهذا مصور، ولا ينكره النظام، ولا يحاول مداراته، أو التستر عليه. بينما الادعاءات باستخدام الجيش السوري للأسلحة الثقيلة والطائرات تظل مجرد ادعاءات لا سند لها، رغم الأقمار الصناعية الأمريكية التي ترصد سوريا ساعة بساعة، ورغم القدرات الواضحة للعملاء والمحطات في فبركة الصور لأحداث غير موجود، فما بالك لو كانت حقيقية.
في اليمن المتظاهرون مسالمين، يحتشدون في ميدان التحرير، ولا شك في سلميتهم، ولا ريب في حرصهم على الطابع السلمي لحراكهم، رغم أنهم يحظون بولاء قطاعات كاملة من الجيش مسلحة بأعتى الأسلحة، ورغم الطابع القبلي لليمن وانتشار السلاح، الذي هو هناك بمتناول اليد، ومتوفر بصورة لا يمكن أن تقارن بسوريا أو غيرها من البلدان العربية.
وهم واضحو الوجوه غير مموهين، ولا في عجلة من أمرهم!
وبالمقابل، في سوريا، التي تصر المحطات على تصوير الحراك فيها على أنه سلمي، يسقط العشرات من القتلى يوميا من صفوف الجيش والمدنيين، ويجاهر ما يسمى بـ"جيش سوريا الحر" بتنفيذ عمليات عسكرية، إضافة إلى عشرات القصص الموثقة عن تهريب الأسلحة الخفيفة والمتوسطة. وتطور الأمر إلى محاولات تهريب أسلحة ثقيلة!
في حين أن المتظاهرين غامضون، لا نرى منهم سوى ظهورهم ولافتاتهم المقلوبة، بل ونراهم أحيانا جالسين ساكنين في صفوف منتظمة ليقفوا فجأة هاتفين، كما لو أنهم يستجيبون لمخرج تلفزيوني قال: "آكشن"!
وهم في كل الأحوال، لا يبلغون من العدد والإيمان بقضيتهم أن يحتشدوا في ساحة، حتى في حماة وحمص اللتين خضعتا لسلطة المسلحين أكثر من مرة. وهذا يعيدنا إلى مرئيات بعض زوار سوريا الذين يجزمون أنه يصعب في هذه الأيام العثور على عامل مياومة أو عمالة منازل، إذ انصهرت عمالة المياومة في "اقتصاد التخريب"، حيث المشاركة في مظاهرة لا يظهر فيها وجهه، ولمدة دقائق، تعود عليه بأجر يفوق أجره في أسبوع!
والملاحظة الأهم؛ أن لا المحطات الفضائية، ولا الحكومات، ولا المؤسسات الحقوقية العربية والدولية، يعتنون بإحصاء عدد القتلى في اليمن نهائياً، بينما لدينا يوماً بيوم حصيلة تراكمية لمجموع القتلى في سوريا منذ بدء الأحداث. فكيف عرفوا أن القتلى في سوريا أكثر من اليمن!
علينا أن نتذكر، أن القتل منتشر في اليمن منذ أن بدأت الأحداث فيها؛ وأن الأحداث بدأت هناك قبل أن تنشب الأزمة السورية بشهور. لا بل وقبل أن يبدأ "الربيع العربي" نفسه بأشهر طويلة!
فتخيلوا يا رعاكم الله أكاذيب "عرب الدوحة"!

ليست هناك تعليقات: