الأربعاء، 23 نوفمبر 2011

الأردن يهدد أمريكا!


ثمة رواية متبجحة يرددها البعض حول تهديد مزعوم منسوب لرئيس الوزراء عون الخصاونة للأمريكيين، مفاده أن الرجل قال لمسؤول أمريكي، رفيع وثقيل، أنه في حال استخدام مجلس الأمن (الولايات المتحدة) للفصل السابع في التعامل مع سوريا، فإن الأردن سيلجأ إلى المادة الخمسين من ميثاق الأمم المتحدة.
ويفترض أن المادة المقصودة تعطي الدول المجاورة، التي تتضرر بشكل فادح من أي عقوبات دولية، الحق في الاستثناء وعدم المشاركة في العقوبات. مع ملاحظة أن الرواية المتبجحة لا تغفل الإشارة إلى أن الأردن كان استخدم هذه المادة، بالذات، في التعامل مع الحصار الدولي الذي فرض على العراق.
المعروف أن هذه المادة لم تسعف الأردن في شيء، في حالة العراق. وهذا تذكير لمن سيثير الحديث عن هذه المادة بعض الطمأنينة لديهم؛ أما الحديث عنها، في سياق يوصف بأنه تهديد موجهة من رئيس الوزراء الأردني لمسؤول أمريكي، فهذه سذاجة (وربما مجاملة نفعية) لا تثير سوى موجات متلاحقة من الضحك!
شخصياً، أفهم من السياق كله، أن هناك مطلباً من الأردن بضمان تفعيل هذه المادة بما يتعلق به، في حال بلغ الأمر حدّ تحكيم الفصل السابع برقبة سوريا (وبالتالي الأردن!) لتخفيف الأضرار، والحيلولة دون اختناقه تماماً.
وأفهم كذلك، أن السياسي الأردني، يعلم جيداً مدى خطورة ما يحاك لسوريا على الأردن نفسه. ولكنه مع ذلك، مستعد للتضحية بالمصلحة الوطنية لقاء بعض الرضى الأمريكي، ولكن.. "يا ريت لو تتذكرونا بالمادة خمسين" من ميثاق الأمم المتحدة.
وبكلمات أدق: هناك نية بالمشاركة، ولكن يتم بحث التفاصيل والإجراءات التي يمكن أن تسهل هذه المشاركة؛ وهي كما يتضح لا تعد الأردن بوضع يصل إلى الهامش الذي حظي به في الحالة العراقية.
وعموماً المسؤول، الذي اقتضت الإثارة الصحفية تجهيل هويته، هو مساعد وزير الخزانة الأمريكي لتمويل الإرهاب دانيال جليسر الذي زار لبنان والأردن قبل أسبوعين، وقيل أن زيارته هدفت إلى بحث محاولات سوريا المحتملة لتفادى العقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة والاتحاد الأوربي من خلال القطاعات المالية في الدولتين.
من الواضح أن لا معارضة أردنية لأي خطوة تجاه سوريا، وهذا تحليل يدعمه الالتزام الأردني الذي ورد في تلك المقابلة الصحفية، التي أثارت لغطاً كبيراً، بأن "نكون هناك"، حيث يريد حمد بن جاسم!
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا: هل سددت الحكومة، والنظام عموماً، ديونهما السياسية للشعب الأردني، لكي يتفرغا للجهود الغربية، المتنكرة بالعباءة العربية، التي تسعى إلى تركيع سوريا..!

ليست هناك تعليقات: