الجمعة، 18 نوفمبر 2011

حرب النفط على الياسمين


الرواية الشائعة تقول أن النفط العربي، والدول المنتجة له، تحمل وزر الصراع العربي – الإسرائيلي، وقيد الدول المنتجة له باعتبارات وظروف أثقلتها بالأعباء، وعطلت علاقاتها الطبيعية مع العالم.
وهذه مجرد رواية شائعة..!
والحقيقة تقول أن بلاد الشام على وجه الخصوص، إلى جانب مصر والعراق، كانت تدفع، تاريخياً، ثمن النفط العربي غالياً، بدءاً من تعطيل التنمية والعبث بخياراتها الوطنية ودعم أنظمة حكم فاسدة، إلى تعطيل قدرة هذه البلدان وشعوبها على خوض صراع حقيقي مع عدو العروبة الأول – إسرائيل!
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، فقد زاد الأمر عن حدوده المعروفة (وهي في الأصل غير مقبولة)، فبدأنا نشهد تمويل الحروب العسكرية ضد هذه البلدان، ولعب دور تخريبي أدى في بعض الدول إلى تحطيم الدولة، وتمزيق النسيج الاجتماعي، كما جرى في العراق، وكما يجري اليوم في سوريا، التي تتبجح قطر بأنها على استعداد لتمويل أي حل عسكري فيها!
وربما البعض منا ما يزال يعيش في وهم المساعدات السخية!
لا أيها السادة، ما تنالونه لا يتناسب شيئاً مع ما دفع في أفغانستان لمواجهة السوفييت، ولا يتساوى مع ما نالته قوات الكونترا النيكاراغوية، ولا يساوي حصة المستوطنات الإسرائيلية، ناهيك عن حصة الغرب، الذي يقتطع تحت بند شراء الأسلحة مئات المليارات، وللتذكير فإن العمولات وحدها في صفقة اليمامة التي أبرمتها السعودية مع البريطانيين في الثمانينات بلغت لوحدها ملياري دولار في حسابات ذلك الزمان!
فماذا أخذنا نحن؟ أقل من عمولة تاجر سلاح!
واليوم، يكرس "مجلس التعاون" جهوده لشن حملة دبلوماسية سياسية على سوريا، ويطمح لتطويرها إلى المستوى العسكري المباشر، ويبدي بعضهم الاستعداد لتمويل تدمير البلد، وتحويله إلى أفغانستان جديدة؛ وتتعرض سوريا اليوم فعلياً لحرب ممولة من قطر، بالنيابة عن "الخليج". وهي في جوهرها حرب الخليج على الشام..
وحرب النفط على الياسمين!
وربما تكون الصيغة التي طرحها صدام حسين حول "نفط العرب للعرب" مستفزة للبعض، وهي على أية حال أكثر بكثير مما نطمح إليه. فنحن في حقيقة الأمر نرضى بالمطالبة بما هو أقل من ذلك، ولكنه أهم مائة مرة: لا نريد من الأشقاء لا نفطاً ولا أي شيء آخر، ولكن يكفينا منهم التوقف عن حملنا على دفع ثمن وكلفة النفط، الذي ينتجونه ويصدرونه إلى العالم.
وكثّر الله خيرهم!

ليست هناك تعليقات: