الثلاثاء، 1 نوفمبر 2011

وأخيرا وعد حمد بتنفيذ وعده!

خرج أمير قطر بن خليفة آل ثاني في خطاب "قومي" مثير، وعد فيه شعبه أنه سينفذ، بعد عامين، الإصلاحات التي كان وعد بتنفيذها منذ عشر سنوات، نعم بعد عامين؛ أي في النصف الثاني من العام 2013.
وهذه الإصلاحات لا تقود بالمناسبة، لا فوراً ولا خلال عام ولا حتى بعد عشرين سنة، إلى تخليه عن السلطة. ولا تجيز، ولو مجرد نظرياً، لمواطن قطري أن يتساءل عن رقم الآية القرآنية التي شرعت أن يحكم آل ثاني قطر حكماً وراثياً، وأي سورة تلك وردت القرآن وأجازت له أن يستثني نفسه من قائمة الحكام العرب، المطروحين للقسمة أو الطرح أو.. الضرب!
تقتصر هذه "الإصلاحات" على اختيار ثلثي أعضاء مجلس الشورى في قطر بالانتخاب، على أن يعين هو نفسه الثلث الثالث؛ وحمد بهذا التصريح يكشف عن أنه ليس متخلفاً فقط بالنسبة لأقطار العالم العربي التي يصرف مليارات لتغيير أنظمة الحكم فيها بدعوى دعم الثورات والحرية والديمقراطية، بل هو كذلك بالنسبة لأي من أقرانه العرب جميعا.
وليس هذا فقط..!
بل ومتخلفاً عن بقية دول الخليج، ومنها السعودية نفسها، إذ ليست هنالك دولة في لا مملكة ولا دولة ولا إمارة ولا سلطنة في الخليج لا تجري فيها انتخابات، لمجلس الشورى، سوى قطر.. حاملة الطائرات الأمريكية الثورية العظمى!
طبعاً، "الجزيرة" مبتهجة، والجامعة العربية مستعدة أن تنتظر عامين، وربما أكثر، فالغاز الذي يسيل أكثر أهمية من دماء السوريين التي يريقها عملاء قطر وإسرائيل؛ بل أن هذا يجعلها تغمض عينيها عن التناقض الفاضح الذي يقع عطوفة الأمير، حينما يمهل نفسه (وهو مرتاح) عامين لينفذ وعداً قطعه منذ سنين، بينما يؤجج الدنيا على سوريا، ويريدها أن تخلق الديمقراطية في أربعة عشر يوماً، ليستريح هو في اليوم الخامس عشر.
وهو يا دوب، باعترافه، قام بإقرار الدستور؛ وبطبيعة الحال دون أن يخرج الأمر عنه وعن دائرة مستشاريه الذين يكفونه شر الأمور العويصة الجديدة عليه، ودون حوار وطني يجري بالقاهرة تحت مظلة الجامعة العربية، أو مجلس وطني انتقالي يهبط عليه بالبراشوت. وسيباشر باعتماده دون أن يسأل في أحد.. و"اللي مش عاجبه يبلط البحر"!
طبعاً، فهذه الخطوة مكرمة تستجب بوس اليدين!
ويقول صراحة أن بعض البنود الإصلاحية "تأجل تطبيقه لأسباب متعلقة بتحديات التنمية في البلد والأوضاع العاصفة في المنطقة لا سيما وأن بعض البنود يحتاج إلى قوانين لكي ينفذ"، ولا ينتبه إلى أنه يقتبس عن القيادة السورية حرفياً، ولا يفطن إلى أن "جزيرته" تتمهزأ صباح مساء على هذا العذر السوري.
هذا، طبعاً، مع ملاحظة أن سوريا تصدق في كل كلمة تقولها!
ويحشد عطوفة الأمير في كلمته كل الأرقام المبهجة والسعيدة، ويؤكد أن "الاقتصاد القطري في مأمن من المخاطر بعد أن تجاوز التأثيرات السلبية للأزمة المالية العالمية، ومضى قدما في تحقيق مسيرته التنموية"، و..
إبشروا الفلوس موجودة يا إخوان!
أعتقد أن مصير القذافي ماثل هنا، فرغم أن حمد من صانعي هذا المصير إلا انه يخشاه؛ إذ يعلم جيداً أنه سهل الترتيب ومتاح إلى درجة لا تصدق، وهو يخشى، في السياق، هذه السهولة، التي تجعل انقلاب السحر على الساحر، في خانة الممكن!

هناك تعليق واحد:

عليم يقول...

نقوم الان باجراء تقييم شامل للمدونات المضافة الي دليل زوارك بهدف معرفة المدونات الجيدة والمدونات غير الجيدة وذلك تمهيداً لحصول المدونات الجيدة علي حملة دعاية مجانا ستنطلق حملة الدعاية الاولي يوم 5/11/2011 وذلك للمجموعة الاولي من المدونات التي ستقيم كجيدة
وذلك وفقا للمعايير التالية
1-محتوي المدونة جيد
2-محتوي المدونة متجدد
3- المدونة تضع رابط الدليل أو رابط مجلة السلسلة
ستعلن نتائج التقييم في صفحة الدليل الرئيسية والتقييم الثاني سيكون ان شاء الله في يوم 15/11/2011
نتطلع لخدمتكم
فريق عمل مجلة السلسلة
dir.zowark.com