الخميس، 26 مايو 2011

حقوقيون يا رسول الله!


عرفت أصنافاً من البشر؛ كثار كثار. وأتذكر منهم على غير رغبة، بعض الأصناف المعروضة في سوق الخضار الشعبي، بأسعار تشجيعية، وتسهيلات بنكية، وسماح في الدنيا والآخرة الدنيوية..
الأولون؛ من رهط أكلوا على مائدة السفير الأمريكي، وأمللوه من التكرار، ومروا على البريطاني، وبعضهم لم تأنف نفسه زيارة السفير الإسرائيلي، أو الدفاع عنها، مع التنازل بعد تردد عن تلبيتها. واليوم يحملونا جميلاً أنهم لن يتعشوا على مائدة السفير السوري..
(عمركوا ما تعشيتوا..!)
وكنت أود لو لم يكن لديهم كلاما يقولونه لـ"النظام السوري"!
جلهم كتب المقالات المرتجلة، بناء على تلفيقات من المشاهد التي حافظت الفضائيات "المهنية" المرموقة على بثها حتى بعد أن اعتذر مصدرها لعدم صحتها. وكانت الفضائيات، ومنها الجزيرة مثلاً، حينما تستلم من خلال قنوات موثوقة شريط فيدو لابن لادن لا تبثه إلا بعد أيام من التحقق. ولكن هات وقول سوريا.. بث أربع وعشرين ساعة، مع تأكيدات بنبرة الصوت وصياغة الخبر وخلافه..!
الفئة الثانية؛ ملأوا الدنيا بـ"ثوريتهم"، وزاودوا على الناس أنهم حتى "ستالينيين" حتى النخاع، ولم يطلب منهم أحد أن يكونوا كذلك؛ وفجأة وإذا بهم حقوقيين "إن. جي. أوز"..!
أريد أن أقول شيئاً واحداً:
مع رسالتي للقيادة السورية أن زمن مصادرة الحريات لأي سبب وذريعة انتهى..
أقول:
أنا من جيل "فلسطين داري" سليمان العيسى (هل هي مصادفة أن يكون سوريا..!؟)..
باحتلالها تم احتلالنا جميعاً..
وإنني لست أعمى لكي أساوي بين مبارك والأسد (الأب والابن كلاهما)..
وبالتالي أصدق الممانعة السورية..
وأؤمن أن الممانعة بوجه العدو، واغتصاب فلسطين، واحتلال العالم العربي بالحكام، ليست قضية سخيفة، ولا عابرة، ولا سهلة، ولا تمر بدون عقاب ومؤامرة، وليست شيئاً ثانوياً يعرض بالمزاد..
لذا إن خُيرت، فسأختار أن لا أصب الزيت على نار القيادة السورية!
ونفسي تبرأ من حقوقيي آخر الزمان..
يا رسول الله..!

ليست هناك تعليقات: