الأربعاء، 2 نوفمبر 2011

إصلاح عون وأصدقائه

ليس عون الخصاونة إصلاحياً؛ والتأكيد على مهنته كقاضي، لا تجعل منه إصلاحياً كما قرأ الكثيرون وأملوا، فكونه قاضي يعني على الأغلب أنه يكرس العرف السائد، ويتمسك بـ"القوانين" الجارية.
هل هذا حكم متعسف..؟
لقد أجابت التشكيلة الوزارية وطريقة تشكيلها وما اعتوره من ظروف وحيثيات على هذا السؤال؛ وأراح ضمير كل من اعتقد أن في بعض الظن إثم..
واليوم يزيد الرئيس الجديد في إراحة الضمائر المتطيرين من حكومته، فأضاف رشة من المحسوبية في أول تعييناته..
فقد نقل موقع "الفجر نيوز"، أمس الثلاثاء، خبراً حول قرار مجلس الوزراء تعيين الإعلامي مجيد عصفور مستشارا في الرئاسة، مذكراً بأن الخصاونة كان قد قرر قبل ذلك وقف كل القرارات الإعلامية، التي اتخذها سلفه البخيت قبل رحيل حكومة بأربع وعشرين ساعة.
طبعاً، لم يكن اعتبار تعيين مجيد عصفور أمراً مفاجئاً، فاسم الرجل يرد في السيرة الذاتية للخصاونة على موقع "ويكيبيديا"، إلى جانب: عبدالكريم الكباريتي، ياسين البقاعي، يوسف الصفدي، غازي الحديد، بوصفهم زملاء الدراسة الذين تربطه بهم صداقة إلى اليوم.
وبحسب العرف السائد، فأن الحكومة هي المكان المناسب لتسديد فواتير الوفاء الشخصي!
ولكن هذه المحسوبية تنقصها حتى حصافة القاضي، وميله الطبيعي للابتعاد عن الشبهات، ما يلغي القليل الباقي من قيمة خلفية الرئيس الجديد بوصفه قاض يفترض أن تدفعه طبيعة مهنته إلى صيانة القانون، والالتزام بنصه وروحه، والوقوف بوجه الفساد، لا التشابه معه ومع مقترفيه.
من الواضح والجلي، أن هذا كله مجرد تفصيل صغير في اعوجاج كبير، فالرئيس الجديد يعطي إشارات في كل الاتجاهات، ما عدا الجهة الوحيدة التي ينتظر الشعب منه ولو التفاتة ناحيتها: الإصلاح!
أخشى أن نكتشف، بنهاية المائة يوم الأولى من عمر حكومة الخصاونة، أننا لم نفعل شيئاً سوى أن أثقلنا كاهل هيئة مكافحة الفساد، بملفات جديدة!

ليست هناك تعليقات: