الاثنين، 3 أكتوبر 2011

ضفتان شرقيتان


موفـق محـاديـن
mwaffaq.mahadin@alarabalyawm.net
غالبا ما توصف العلاقة الأردنية - الفلسطينية بأنها علاقة بين ضفتين، شرقية وغربية، وذلك بدلالة نهر الأردن، وهذا وصف جغرافي بدلالة استحقاقات أخرى، لا أردنية ولا فلسطينية، نجمت عن اغتصاب غالبية فلسطين من قبل العصابات اليهودية عام 1948 وضم ما تبقى منها للأردن 1950.
وإذا شئنا توصيفا تاريخيا أكثر دقة لهذه العلاقة - فأمامنا تصورات مختلفة تماما:
الأولى: بدلالة ما استقر عليه التوصيف الحديث للأردن وفلسطين بعد عزلهما عن سوريا التاريخية. وفي هذه الحالة فنحن إزاء ضفتين شرقيتين لا ضفة واحدة، هما (الضفة الشرقية) للنهر (نهر الأردن، والضفة الشرقية للبحر (ساحل فلسطين).
الثانية: بدلالة الأبعاد الاجتماعية للجغرافيا وسنكون هنا إزاء مفارقة صادمة، ضفة غربية أردنية وضفة شرقية فلسطينية.. فالتعريف الضيق لسكان شرق الأردن لم يتحدد بدلالة نهر الأردن، بل بدلالة سكة حديد الحجاز أو طريق الحج والملوك سابقا، حيث كانت أكثرية الفلاحين تتركز غرب السكة لا شرقها..
بالمقابل لم تتحدد فلسطين، بالمعنى الضيق للكلمة بدلالة النهر أيضا بل بدلالة البحر وشرقه تحديدا...
الثالثة:- بدلالة علاقة سكان فلسطين وشرق الأردن بالمركز الشامي (ولاية دمشق) وهي العلاقة التي استقرت قرونا طويلة إلى أن عرفت شرق الأردن بسوريا الداخلية، وفلسطين بسوريا الجنوبية، وذلك حسب تقسيمات المؤتمر السوري الأول 1919، الذي ضم حينها مندوبين وممثلين عن كل مناطق سوريا التاريخية قبل تمزيقها والإجهاز عليها من قبل الاستعمار الفرنسي في معركة ميسلون 1920، التي وقعت هي نفسها في ضوء اتفاقية سايكس - بيكو بين الاستعمارين الفرنسي والبريطاني خلال الحرب العالمية الأولى..
(العرب اليوم. 2011-10-3)

ليست هناك تعليقات: