الخميس، 11 أغسطس 2011

الليبراليون وأضاحي العيد


ليس الموقف في ليبيا أوضح من الموقف في سوريا؛ ولكن حالة العداء الإمبريالية - الصهيونية للنظام السوري، بذاته، ولسوريا نفسها، تنتج حالة من الاستقطاب الشديد، التي تخلق نوعاً من الإيهام بأن الحالة السورية ملتبسة.
وهي، قطعاً، ليست كذلك!
هي، على وجه التحديد، تأخذ أولوية قصوى لدى الليبراليين والإسلاميين، تبعاً لأولويات الراعي الرسمي للفئة الأولى من هؤلاء، والحليف المحتمل للفئة الثانية. وبالنسبة لهذه الفئة الثانية، أي الإسلاميين، فإن الأمر جدي تماماً؛ فإنجاز "المهمة" في سوريا هو البوابة التي يعبر منها الإسلاميون لإتمام التحالف المحتمل مع الولايات المتحدة.
وبإنجاز "المهمة" في سوريا، يمكن تصور المشروع الإصلاحي في الأردن وقد انتهى باستئثار إسلاميينا الأردنيين بشراكة مع النظام الذي سيكون عليه أن يتجرعها أو يقبلها، فيفهم من لم يفهم إلى الآن لِمَ "إخواننا المسلمين" اليوم أشد كفراً ونفاقاً في عدائهم لسوريا.
والسادة الليبراليون المتحمسون..!؟
إنهم أضاحي العيد. والحالة الليبية تتحضر لإعطاء المثال على ذلك، فتصريحات سيف الإسلام القذافي عن تفاهم مع الإسلاميين يقصي الليبراليين، ليس "وعيداً" للولايات المتحدة، كما يمكن أن يحسب بعض الغارقين في أوهام "التناقض" بين "القاعدة" والغرب؛ بل هو شماتة بالأرعن الأوروبي وقبول بتسوية مع الأمريكان ترعاها قطر.
ولا أدلّ على ذلك من أن من يمثل إسلاميي ليبيا في التفاوض مع سيف الإسلام القذافي هو د. علي محمد الصلابي، المقيم في قطر منذ سنوات طويلة، والمعروف بعلاقاته وصلاته القوية داخل المؤسسة الرسمية القطرية الراعي المحلي لترتيب علاقات الإسلاميين بالغرب.
ويبقى أن تقنع قطر حليفتها الأمريكية، بترتيبات الصفقة، وهي الترتيبات الجارية الآن على قدم وساق، وانقلاب المجلس الانتقالي الليبي على مكتبه التنفيذي، لا مجال لفهمه في غير هذا السياق.
عموماً، التحالف مع الإسلاميين مطلب ترعاه قطر ممثلة بأميرها شخصياً، وبات من الثابت أن هذا الأخير عرض على الرئيس السوري تشكيل إطار سياسي انتقالي بشراكة كاملة مع "الإخوان المسلمين" مقابل السعي لإنهاء الأزمة، وإيقاف التحريض الذي تمارسه "الجزيرة".
ولا ذكر للسادة الليبراليين في كل هذه "المفاوضات"!  
وعموماً، سيبقى هؤلاء يتمتعون ببعض الحضور التجميلي إلى جانب الإسلاميين، فيما سيبقى أقرانهم السوريين يتمتعون بالإقامة في فنادق الخمسة نجوم ويحظون بتذاكر السفر من الدرجة الأولى ويتلهون بالمشاركة في مؤتمرات عالية الضجيج في العواصم المهتمة، إلى أن يتم إنجاز الصفقة بين الإسلاميين والأمريكيين.
وحينها، يكون عيد الأضحى قد حل، وستكون الحاجة ملحة لأضاحي ليبرالية محللة شرعاً!

ليست هناك تعليقات: