يتركز
التجني على سوريا على جملة مكرورة من الأكاذيب والافتراءات والتهكمات، من قبيل
"الطلقة الواحدة التي لم تطلق بالجولان"، و"أرنب في الجولان وأسد
في الداخل".. وغيرها.
ويردد
هذه الافتراءات، عدا الإسلاميين الغارقين في ملفاتهم السوداء، رهط من الطارئين على
السياسة، أو من أولئك الذين بدأت اهتماماتهم السياسية فجأة على موائد السفارات؛ بل
وغيرهم ممن هم مقيدون على ذمة الثقافة والإبداع، من أصناف منكري الممانعة الكافرين بالمقاومة.
الأهم،
أن كل هذه "الكليشيهيات" قديمة ممجوجة ومستهلكة تماماً، وسبق أن أحيلت
على التقاعد منذ أواخر السبعينات ومطلع الثمانينات؛ وهي بالأصل من إنتاج
"الإخوان المسلمين السوريين" أثناء حملتهم، حينها، على النظام السوري،
وتلقفها النظام العراقي السابق واستخدمها بضع سنوات من النصف الأول من الثمانينات،
باعتبارها أفكاراً دعائية جاهزة، ثم تخلى عنها بعد أن استنزفها تماماً وتجاوزها الزمن.
وهي بالمناسبة،
حملة لم تنطلي، مثلاً، على مجاهد يقارع إسرائيل مثل الشهيد الشيخ أحمد ياسين؛ ولم تمنعه من زيارة
سوريا والالتقاء برئيسها الراحل حافظ الأسد، ومصافحته، والإشادة بممانعة سوريا
وبدعمها للمقاومة!
ما علينا..
فالأمر هنا، يتعلق بطينة مختلفة من البشر!
الأدهى،
أنه كُشف في مطلع التسعينات، بين ما كشف من الأوراق المخفية من فترة الحرب
الباردة، الدور الذي لعبته الـ"سي. آي. إيه"، في دعم وتنظيم هذه الحملة
الدعائية وغيرها، مثل الحملة التي شنها "الإخوان" على "السوفييت"
على خلفية التدخل بأفغانستان، والتي تصدرها كتاب "السرطان الأحمر" وغيره
من الأدبيات، التي تفيد معلومات بأن "الوحي" نزل بها على أصحابها في
نيويورك!
والملاحظة
التي تعنيني، هنا، هو أن هذا الفريق الذي يركب موجة العداء لسوريا، بجُهاله
ومثقفيه وبسياسييه ومبدعيه، يعتمدون بشكل كلي على هذه البضاعة القديمة المهترئة،
التي فقدت صلاحيتها منذ ثلاثة عقود؛ والتي لم تكن في حينه تنطلي حتى على طلبة
المدارس..!
والملاحظة
التي تعنيني، هنا، أيضاً، هو أن هذا الفريق، بجهاله ومثقفيه وبسياسييه ومبدعيه، ليس
لديه أي جديد، وحتى بضاعته التي يملأ الدنيا صخباً في الترويج لها، ليست من صنعه،
ولا من بنات أفكاره، وليست من إنتاجه الخاص.
وهي
على العموم، بضاعة زائفة، وكاذبة، وتستند إلى أوهام وخرافات!
أظنه
أمر مشين فعلاً، أن لا يجد مثقفون وسياسيون ومبدعون يزعمون أن لهم موقفاً حراً، ما
يسندون به مواقفهم سوى بضاعة قديمة، مستخرجه من مستودعات الخردة؛ وأنهم حينما
يحاولون تجديد أفكارهم يقلبون على قناة "السيلية"، أو يتلقفون فيديوهات
ملفقة أنتجت للتأثير على عامة الناس من البسطاء، الذين لم يحظوا لا بالتعليم ولا
بالثقافة ولا بالخبرة، التي يفترض أن هؤلاء يحظون بها.
والقاعدة
تقول: إذا لم تكن تستطيع إنتاج أفكار خاصة للتعبير عن اختلافك مع الآخرين، فأحذر..
أنت على الأغلب صدى لآخرين يختلفون في الرأي والموقف، وتردد أقوال أحدهم!
أي،
بكلمة أخرى: أنت مجرد بوق!

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق