الثلاثاء، 16 أغسطس 2011

الفشل يقتضي المساءلة

أفترض أننا نسعى في تيار القدس لقيادة الرابطة للتنفيذ ذلك البرنامج الذي نتبناه ونجمع عليه، وفي صلبه الحفاظ على دورها الوطني والعروبي المستقل، لا لمجرد إشباع نزعة مراهقة في الاستحواذ ومناكفة الآخرين.
ويفترض، كذلك، أن أعضاء الهيئة الإدارية والرئيس الذين نرشحهم ومن ثم نوصلهم لقيادة الرابطة، يعلمون جيداً أننا لم ننتخبهم لأنهم قادة ملهمين اخترنا إتباعهم وطاعتهم، أو أن ذلك يعطيهم الحق بالتصرف على هواهم ووفق مواقفهم واعتباراتهم الشخصية؛ بل هم منتدبون مؤتمنون على حماية مواقفنا والتعبير عنها..
وبالتالي؛ فهم تحت المساءلة، قطعاً!
وهكذا، فإننا بإصدار البيان المشين والركيك عن الهيئة الإدارية لرابطة الكتاب الأردنيين حول سوريا، أمام حالة صارخة من الفشل في أداء كل ما ورد ذكره، ما يقتضي إخضاع ممثلي التيار في قيادة الرابطة لمساءلة جادة وصارمة.
بالضرورة، فالفشل يقتضي المساءلة..!
المشين في هذا كله، أننا حاسبنا الآخرين وناجزناهم بكل ضراوة، ووضعنا مواقفهم من سوريا تحت علامات الاستفهام، وبحثنا في تفسيرها عن منافع شخصية تدفعهم إليها. ثم إذ بنا نتخذ موقفاً شبيهاً بموقفهم بكل سهولة، ونصدره ببيان لم يصدروا هم مثله، أو شبيهاً له.
ويا للأسف، فنحن لا نكتفي بذلك. بل ونبرر الموقف المشين بأسبابٍ خاصة غير مقنعة، تمت عنونتها تزويراً بـ"التوافقية" و"الحفاظ على وحدة الرابطة"، وربما تكون أسبابنا الخاصة المعلنة هذه غطاء لأسباب أكثر "خصوصية" أو تزويراً!
إن كان الوقوف مع المتآمرين الإقليميين والدوليين ضد سورياً، مسألة يجوز استخدامها في "تكتيك" إدارة الأزمات الداخلية، وأمراً بسيطاً إلى هذا الحد، ويخضع للأسباب الخاصة، فلِمَ ندين الحريري، والإخوان المسلمين وأحمد ماضي والعرعور..!؟
بلى، لا يحق لنا أن نرفع صوتنا بوجه الآخرين (المدانة مواقفهم بكل تأكيد)، طالما أننا وضعنا أنفسنا معهم في نفس الخندق المعادي لأمتنا وعروبتنا ومستقبلنا الحر المستقل.
الأمر لا يحتاج إلى سوق الحجج والبراهين، فالفشل واضح، والإخفاق ظاهر!
ويبقى أن يتمتع ممثلو تيار القدس في الهيئة الإدارية، وعلى رأسهم الرئيس، بالجرأة على مراجعة موقفهم الذي لا يغتفر والتراجع عنه، كما أن على أمانة التيار أن تقوم بمسؤوليتها بالمساءلة، وإلا فهي تهدر آخر فرصة لاستعادة التوازن لموقف التيار الذي أطاح به موقعو البيان.
وأمر آخر..
لقد أظهرت، الحيثيات التي أدت إلى إصدار البيان المشؤوم، أن مرشح الرئاسة الخاسر الذي يقود الأقلية الضئيلة في الهيئة الإدارية، يقوم بدور الرئيس الفعلي لرابطة الكتاب الأردنيين، ويمرر ما يريد في أول اجتماع، رغم تناقضه الصارخ مع رأي الأغلبية المطلقة من أعضاء الهيئة العامة..
هذا أمر يتوجب على ممثلي تيار القدس في الهيئة الإدارية، وعلى رأسهم الرئيس، الإجابة عليه؛ وعلى الأمانة العامة للتيار أن تضطلع بمسؤولياتها هنا، أيضاً، وأن تحدد موقفها، على ضوء المساءلة، وبدونها إن تعذرت، لنعرف حجم "أغلبيتنا" الفعلي في الهيئة الإدارية، وكيف تم إهدارها في تلك الليلة المظلمة التي تمخضت عن ذلك البيان، الذي أفضل ما فيه أنه ركيك إلى درجة خفة الظل التي لا تحتمل.
إن القبول بالتبريرات، واستبعاد المساءلة هو، في الحقيقة، "بيان" عملي آخر مشين، يصدره تيار القدس نفسه هذه المرة؛ ويضع من خلاله نفسه في موقع من يحاسب الآخرين وينسى نفسه، ويحاكم خصومه بينما يتغاضى عن أعضائه!

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

انا مش فاهم ليش انت متبعبص يا ياسر؟
رشح حالك للانتخابات القادمة وادلي برايك.....بدل مقالاتك التي تسعى لتفتيت الوحدة بالرابطة