السبت، 20 أغسطس 2011

دفاعاً عن سوريا

بقلم: يوسف الحوراني

ماذا يعني هذا الاصطفاف «المفهوم» ضد سوريا، ألا يدعو إلى التساؤل: لماذا يقف هؤلاء متفرجين، بل مشجعين، بما تقوم به إسرائيل من توسع استيطاني استعماري احتلالي، بل يصطفون جانبها لممارسة كل الضغوط على السلطة الفلسطينية لوقف قرارها الذهاب إلى الأمم المتحدة لانتزاع الاعتراف بدولتهم..

ولماذا كانوا يتلمظون لرؤية دماء الشعب اللبناني في عدوان الصهاينة في تموز عام 2006، الذي يصادف هذه الأيام الذكرى الخامسة له، وكانوا يراهنون على تصفية المقاومة اللبنانية، ولماذا اوباما قلق جدا على الأوضاع في سوريا ولم يهتز وجدانه حينما رأى أشلاء أطفال غزة ولبنان، ولماذا يصمت كالقبور على ما تقترفه قوات الناتو في ليبيا من جرائم ضد الإنسانية..؟ لماذات كثيرة لا يفيد تكرارها فمصالح الغرب وعربهم تحتم صياغة المواقف وفقا لاعتباراتهم ومكاييلهم.

ألا تدعو هذه المواقف والسياسات إلى وقفة تأمل وقراءة في العمق؟ فالتنطح الذي أبداه البعض لمواصلة هجماتها ضد سوريا كانت تعاند حسابات السياسية الإستراتجية القريبة والبعيدة المدى وللأهداف التي تسعى لتحقيقها الولايات المتحدة وإسرائيل والقوى الظلامية، ألا تستحق حلقات التطورات السياسية والعسكرية التي عصفت بالمنطقة خلال العقدين الأخرين، ومنذ انطلاق مؤتمر مدريد عام 1991 وأوسلو 1993 وحصار العراق ثم احتلاله وقتلهم مليون إنسان وتشريد خمسة ملايين آخرين لإخراجه من معادلة القوة في الشرق الأوسط وإلغاء دوره القومي، ومشروع الشرق الأوسط الكبير ثم الجديد الذي يستهدف تفتيت أوطاننا شظايا طائفية وعرقية ومذهبية واثنية.. وحرب تموز عام 2006 وكانون الأول 2008 في غزة، والمحكمة الدولية الخاصة بلبنان وتضييق الحصار المالي والاقتصادي والحرب الباردة ضد إيران وتقسيم السودان والتدخل العسكري في ليبيا ومحاولات السطو على «ربيع مصر وربيع تونس»، وما يقال عن لقاء جماعات الأخوان المسلمين بجهاز المخابرات المركزية الأمريكية والتهديدات الأمريكية وحلفائها في أوروبا والمنطقة، إلى نظرة تأمل وتفكر.

إن ما يحدث في سوريا، وشيطنة وأبلسة نظامها ومحاولات استحضار النموذج العراقي والليبي والدخول الأمريكي بقوة باستخدام العنصر التركي الساعي لتحقيق طموح إقليمي أكبر من يحصر نفسه في إطار سياسات ضيقة قد تحرمه من عضوية الاتحاد الأوروبي ومن مزايا القوة الإقليمية وإطلاق اليد في العراق، واستعادة الأحلام العثمانية وطموحات الباب العالي في الأستانة، هو إحدى حلقات الصراع من أجل توفير الحماية لإسرائيل ومشاريعها.

إن ما تحاوله آلة الإعلام من إبهار بصري وتأثير عاطفي، لتضليل الرأي العام وليراد بنا تصديق، إنهم دعاة حرية وديمقراطية وتعددية فكرية وحقوق إنسان ونحن ندرك، بالتجربة، ما فعلوه في الشعب العراق والليبي والسوداني وقد داسوا على كل هذه القيم.

سقوط سوريا مفتاح انهيار المنطقة وكلمة سر أمن إسرائيل.

(الرأي)

ليست هناك تعليقات: