بقـلم: موفـق محـادين
mwaffaq.mahadin@alarabalyawm.net
في
عملين روائيين للكاتب ماركيز، يتناول الطاغية؛ في الأول (خريف البطريرك) ويقصد
الجنرال الحاكم، ويتناول في الثاني (ليس لدى الكولونيل من يكاتبه) قصة عسكري آخر
شارك في ثورة قديمة وأقصاه البطاركة (الجنرالات) وكما خرج الاثنان من الحياة
السياسية في غالبية أمريكا الجنوبية، حيث يعيش ماركيز، فقد خرجا من ليبيا متأخرين
عقدين كاملين، البطرك القذافي من باب العزيزية، والكولونيل جلود من باب اللجان
الثورية.
لكل ذلك، فأمام شرفاء وأحرار
ليبيا الذين يرفضون عودة الاستعمار لبلدهم ونهب مقدراته، ان يوحدوا صفوفهم كما حدث
في العراق بعد احتلاله ويمنعوا عودة هذا الاستعمار سواء كانوا في صفوف الذين ثاروا
على العقيد أو كانوا من أنصاره أو كانوا مستقلين.
ومن نافل القول هنا، أن
الوكالة الأمريكية الدولية بصدد توزيع التركة الليبية بين شركاتها والشركات
التركية وتأمين صندوق نفط للانبعاث العثماني، حصان طروادة الأمريكي الجديد في
الشرق كله، لاستيعاب الحراك الشعبي العربي في خطاب طائفي، يقطع الطريق على الهلال
الشيعي ويعوض الوعود الأمريكية لأنقرة بسورية.
ومن نافل القول، ثانيا، أن
علينا انتظار دوامة عنف أهلية على أنقاض جماهيرية العقيد وليس دولة تعددية
ديمقراطية فالناتو ومرتزقته لم يدمروا ليبيا من اجل سواد عيون الليبيين وحقوق الإنسان،
بل من اجل سواد عيون النفط.
وكما لم يتردد الناتو عن
الطيران فوق ليبيا باسم التدخل الإنساني، لن يتردد عن الهبوط على أرضها باسم وقف
الحرب الأهلية القادمة.
(العرب اليوم. 29.08.2011)

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق