الخميس، 11 أغسطس 2011

ملاحظات لا بد منها

موفـق محـادين
mwaffaq.mahadin@alarabalyawm.net
تواصل الماكينة دورتها ذات اليمين وذات الشمال.. يذهب فراس إلى الشام فيكتبون باسمه مقالا على موقع الكتروني لتحريض السلطات السورية عليه واعتقاله بعد أن فشل البلطجية بتحطيم رأسه مرتين.. ويعيد احدهم ما كتبه عني بوصفي نصرانيا مسيحيا طائفيا متعاطفا مع العلويين و(قاتلا ثقافيا) مأجورا تارة عند من يدفع، وتارة كعميل سوري يسدد فاتورة دراسة الدكتوراه من جامعة دمشق، وما تدفعه الأجهزة السورية لي من أقساط لسيارتي ومنزلي وأبنائي في المدارس الخاصة.
ويصطدم اثنان حولي في أمسية رمضانية (عائلية) الأردني منهما يعتبرني فلسطينيا بامتياز لأني أمضيت سنوات طوال مع المقاومة، والفلسطيني يعتبرني إقليميا أردنيا لأنني اكرر أن فلسطين وشرق الأردن جزء من سورية الطبيعية ولا وجود إلا لشعب واحد فيها هو الشعب العربي.. ولا يصدق آخر قصة جاهة عائلة المحادين لعائلة الاتاسي في حمص مؤكدا أنني ذهبت إلى سورية لمهمة غير معلومة، ويطالبني باستلهام الموقف السعودي والخليجي والتركي وحتى الأمريكي الذي يطالب سورية بالإصلاح.
وبعد.. وابتداء بالمسيحية فهي ديانة عربية عريقة وفلسفة في الأخلاق والتسامح وتشرف كل من ينتمي لها... ومن جهتي، فأنا موفق ابن محمد من عائلة سنية وكان جدي قاطع طريق في سيل الكرك.. مثله في ذلك، مثل غالبية الأسلاف الأردنيين من العصاة العتاة، ثارات لا تضيع وقلب من حديد، ولا تزال دماؤهم، كما الخناجر تلمع في الوريد.
ثانيا، لم ادرس ساعة واحدة في جامعة سورية، وقد علمتني والدتي على الزهد وحد الكفاف وهي ابنة إقطاعي كبير وشقيقة خالي محمود حوت الزرقاء وسيدها ثلاثين عاما ويزيد، فلم املك سيارة أو منزلا وليس عندي سوى فراس الذي يساوي دزينة من الأبناء، مخرج سينمائي وعازف غيتار وكاتب ومصمم برامج الكترونية ومقاتل ميادين.
ثالثا، من شأن الذين تربوا على العمالة للسفارات والأجهزة العربية ومراكز التمويل الأجنبي أن لا يعرفوا إلا لغة القبض والدفع، فهي اللغة الوحيدة التي تربوا عليها مثل كل العبيد.. أما الحر ابن الحرة، ابن محمد وأمنة، فلا تملأ عينه كل أموال الأرض ولا يقف على لسانه كاتم صوت أو حجر..
رابعا، من منا لن يكون مبتهجا غاية الابتهاج إذا ترامى لمسامعه أن دولا لم تغادر القرون الوسطى تحث غيرها على الإصلاح، أو إذا قررت حكومة الإسلام الطوراني التركي إعادة الاسكندرون والاعتراف بالموصل عربية، وبالهوية القومية لثلث سكانها من الأكراد وأوقفت حملات الإبادة ضدهم قبل أن تتحدث عن حماة.. ولا حاجة للتعليق على دولة القتل والمذابح الجماعية الأمريكية وجماعاتها البرتقالية...
خامسا، نعم للحراك الشعبي السوري المدني المشروع من اجل سورية حرة وتعددية، ولا للمؤامرة الأمريكية- الصهيونية- النفطية لتحويل سورية إلى عراق آخر باسم التدخل الإنساني والديمقراطية.
(العرب اليوم. 2011-08-11)

ليست هناك تعليقات: