الأربعاء، 3 أغسطس 2011

كتبة الطابور الخامس

يجد نفر من الكتبة في الأردن الجرأة في نفسه ليتجنى على سوريا، شعباً ووطناً وقيادة، وتأخذه العزة بالإثم فينكر الممانعة ويستنكر المقاومة ويتطاول على "حزب الله" وزعيمه، باسم مستقبل الأمة، والحريات، والديمقراطية، والإنسانية.
بل وباسم الأردن والأردنيين!
وتبلغ الجرأة بهؤلاء الكتبة حدوداً تفوق القدرة على الوصف المؤدب، في ادعاء النزاهة والوطنية وتمثيل الحرية؛ رغم أنهم، في جلهم، من المتورطين بكل أنواع الرذائل "الوطنية"، وأولها الجبن والتخاذل في الدفاع عن مواقفهم وعقائدهم ذاتها، حين كانت الموجة معاكسة، ولم يتورعوا عن شجب أنفسهم ومواقفهم وعقائدهم، من خلال كتابة تناقض قناعاتهم.
وإلا فما معنى أنهم كانوا، منذ بضعة أشهر قليلة، ممن يجتهدون في كيل المديح لممانعة سوريا، وبذل آيات الإعجاب بمقاومة "حزب الله"، ويتعبدون في محراب السيد حسن نصر الله!
هم على أية حال شجعان، دائماً، حينما يتعلق الأمر بشأن خارجي، لا يقترب من السعودية!
ليس غريباً، إذن، أن هؤلاء أنفسهم ينقلبون، اليوم، على أنفسهم، وينتظمون في جوقة لا تكتفي بالتصفيق للمؤامرة على سوريا، والانخراط في الجهد المشبوه الذي يسعى للنيل من قيم المقاومة، بل ويتصرفون كـ"فصيل إعدام" جاهز لإطلاق النار على كل من خالفهم الرأي، واغتيال كل من لم يتبعهم في ضلالهم وخزيهم وارتزاقهم وانسياقهم وراء الهجمة الشرسة المشبوهة.
يتظاهرون ضد السفارة السورية، ولا يتذكرون الإسرائيلية؛ يستهجنون إجابة دعوة السفير السوري، بينما يتراكضون لمناجاة موظف بالسفارة الأمريكية؛ يتهمون الآخرين بالقبض من سوريا، بينما يعتاشون هم على مختلف أنواع الأعطيات والتمويل وبرامج السفارة الأمريكية؛ لا يتورعون عن تنزيه نظام الكيان الصهيوني مقابل التعزير على النظام السوري؛ يصرحون بأنهم يتنازلون عن القدس وفلسطين لقاء الإطاحة بالنظام السوري؛ وغير ذلك الكثير من الأفكار "الجهنمية"، التي تذهب في النهاية لتؤدي وظيفة الأعذار التبريرية لموقفهم المخزي والمعيب.
هو قبل كل شيء، كلام يحمل كل سمات أقاويل "الطابور الخامس"!
ولكي لا نتوه، فإن كل هذا الكلام المتهافت، لا يمكن أن يصدر عن ممثلي أمة انفتحت أمامها السبل لتتحرر وتنعتق؛ بل هو كلام ممثلي أمة مهزومة ومخترقة ومستلبة لأعدائها تماماً، وتشتم أشرافها، وتقتل أخيارها، وتوغل في إذلال نفسها.
وإنه كلام لا يخون سوريا وشعبها فقط، بل ويتآمر على الشعوب مع أعدائها!
الأمة التي يجد فيها أصحاب مثل هذا الكلام مساحة منتظمة في جريدة أو أية مطبوعة، هي أمة محتلة؛ لا تملك أمرها، وفاقدة لإرادتها، ولا تفعل إلا ما يراد لها أن تفعل.
وإنه كلام يقود الشعوب العربية إلى حتفها في الحضن الصهيوني!
الأمة التي فيها من يردد مثل هذا الكلام، هي أمة خانعة، ولا يمكن أن تكون في حالة ثورة؛ فلا تقنعوني أن الشعوب العربية ثائرة، وأن ما يحدث هو ثورات. فالثورة انعتاق، ولا تقود إلى لقاء مع إرادة المحتل ومواقفه، ولا إلى توافق مع العدو؛ ولا تقفز على الثوابت الوطنية، لتستدعي المحتل والأجنبي.
وإنه كلام كتبة لديهم استعداد للعمالة، يعرضونه على محتل محتمل!

هناك تعليق واحد:

حنّا يقول...

كان بدري استاذ ياسر ...!!
من تذكرهم لم يكونوا يوما" الا مرتزقة على موائد النفط ولم يتجاوزا مرتبة المخبرين الصغار .. كان يجب ان يحدث في سوريا ، ما يحدث حتى تتكشف اوراقهم لمن كان مخدوعا" بهم ..من تطاولوا على الشواهق من ارث امتنا النضالي والمقاوم .. لم يكونوا يوما" الا ضمن معسكر الاعداء..