الخميس، 4 أغسطس 2011

غزوة السفارة السورية

المشهد لا يحتاج للشرح كثيراً؛ فمقابل تركيز إعلام "حزب الله" على الصراع مع إسرائيل، وجهده الميداني لتأكيد جهوزيته في الجنوب، من خلال بعض الفعاليات السياسية والشعبية، هناك تعبئة إسلاموية ينفذها الإخوان المسلمون وترعاها "الجزيرة"، للنيل من صورة قائد الحزب السيد حسن نصر الله.
وإلى جانب ما نقرأ من أخبار وتصريحات إسرائيلية تبثها الوكالات حول أسباب محتملة لتوتر على "الحدود الشمالية"، هناك في عمّان ردح إسلاموي، طائفي بغيض، يسعى للتلفيق على الحزب في محاولة محمومة لإدانته، وضرب التأييد الشعبي الذي يحظى به.
وهكذا، بكل وضوح، فإن الإنجاز الحقيقي لـ"غزوة السفارة السورية" في عمان، التي نفذها الإخوان المسلمون، لم تكن في الحقيقة أكثر من حملة مؤازرة لماكينة الإعلام الإسرائيلي والصهيوني، وضعتهم تماماً إلى جوار سمير جعجع، وأهلتهم للتحالف معه، كطرفين يوليان أهمية خاصة لتناقضهما مع النظام السوري، ويضعانه في أولوية تقصي التناقض مع العدو الصهيوني.
وفي الواقع، فإن التحالف الفعلي الذي يجري الإعداد له منذ وقت هو مع تيار المستقبل المتأمرك؛ ويشهد على ذلك دخول سعد الحريري على جهود الوساطة وتبيض صفحة "الإخوان" لدى الأمريكان، وترشيحهم لدور في سوريا؛ لا سيما وأن المشكلات التي يعانيها الحريري مع "مفاتيحه" السعودية، تميل به باتجاه "القطري"، الذي لا يقل عنه "إقداماً" ورعونة. وإلى ذلك الحين لن نستغرب، كما الأمس، الحناجر "الإخوانية" التي تهتف في عمّان ضد المقاومة وسيدها؛ ونفهم تماماً حقيقة القلب المليان على سوريا.
"غزوة السفارة السورية" في عمان تعيد "الإخوان" إلى دورهم التقليدي المكشوف، الذي تضمنه صفقات تعوض نفوذهم الداخلي بدور خارجي، ساحته اليوم سوريا، التي يراد لها أن تكون أفغانستان جديدة.
وهنا، نقول: حينما يهتف "الإخوان المسلمون" في عمّان للشـيخ اللـوطي العرعور، فإنهم يشرفون سيد المقاومة بهتافهم ضده!

ليست هناك تعليقات: