الخميس، 21 يوليو 2011

سماحة إبراهيم خطير

في ظاهرة "فريدة" من نوعها و"خطيرة" في انعكاساتها على أمن الإقليم والمنطقة ومستقبل قوى الممانعة والمقاومة والنظام السوري على وجه التحديد، خرج القاص المتقاعد والناقد المتشاغل والأكاديمي الغائب د. إبراهيم خليل من رفوف النسيان، فجأة، وأصدر فتواه بشأن "فوز 'تيار القدس' في انتخابات رابطة الكتاب الأردنيين".
وقال سماحته في الفتوى النادرة، التي جاءت بعد صيام إبداعي محمود عن الإفتاء استمر زهاء ربع قرن، أن  "فوز 'تيار القدس' في انتخابات رابطة الكتاب الأردنيين مؤشر خطير"، وأخطر ما فيه هو أن الكاتب موفق محادين، "على الرغم مما يتمتع به من شعبية في الأوساط النقابية باعتباره من نشطاء المعارضة، إلا أنه من الأشخاص الذين لا يحسن بهم أن يترشحوا لموقع كهذا، كونه من الأشخاص الذين لا علاقة لهم بالأدب، فكيف يكون رئيسا لهيئةٍ الجسم الرئيس فيها من المبدعين الأدبيين؟".
وأوضح سماحته بعد اجتماع قصير تأسه لمجلس الإفتاء غاب عنه عضو مجلس الإفتاء في المملكة العربية السعودية صالح اللحيدان، قائلاً أن محادين: "أول رئيس يجرى انتخابه من خارج الدائرة الإبداعية الأدبية مما يضعف موقف الرابطة في نظر كثيرين في المؤتمرات الأدبية العربية والدولية، سيما وأنه لا يتمتع، وفق رأي من يعرفونه عن كثب، بطلاقة لغوية، وفصاحة لسانية، تسهل له المشاركة في مؤتمرات كهذه على الرغم من تسليمنا ببراعته في صياغة الشعارات".
وكان سماحته قد ابتدأ مجلس الإفتاء مشيراً إلى أنه منذ تأسيس رابطة الكتاب الأردنيين 1974، وهي لا تفتأ تزهو بمواقفها السياسية التقدمية، فلم يعرف عنها، في يوم من الأيام، أنها هادنت نظاما، أو مالأت سلطة، أيا كانت. وقد دفعت ثمن ذلك الكثير من التضييق، والإغلاق، وملاحقة بعض الأعضاء، ومنعهم من السفر، أحيانا، وحبس بعضهم في السجون في أحايين أخر.
ويستنكر سماحته البذخ الذي أدخله تيار القدس على الرابطة، فيقول: استدرجت الرابطة عن طريق التبرع السخي الذي يتيح لها التخلي عن مقرها التاريخي في شارع إبراهيم طوقان المتفرّع من شارع عائشة الباعونية في اللويبدة إلى مقر جديد في الشميساني، بما يمثله ذلك الانتقال من نقلة برجوازية إذا ساغ التعبير. ففي المقر الجديد توجد حديقة مشجرة، ومرافق فخمة، ومسبح إلخ.. وبأجرة تصل إلى ثلاثين ألف دولار في السنة، وهو مبلغ لا تستطيع الرابطة توفيره إلا اعتمادا على الجهة المانحة، وهي في هذه الحال الحكومة.
(اعذرونا: سماحته بيحول من الريال للدولار، ويبدو أن الدولار أعمى ضو سماحته، لأنه: أجرة مبنى الرابطة القديم والجديد بالدينار مش بالدولار. ثلاثة آلاف كما تفضل سماحته، إضافة إلى أنه نسي أن البرامج الانتخابية لكل الكتل في كل الانتخابات كانت تضع في رأس أولوياتها إيجاد مقر مناسب ومتسع للرابطة").
أما بعد؛
فلو صمتّ يا سماحة الدكتور مفتي الديار المقدسة لكنت حرمتني من بعض المتعة؛ فشكراً لك؛ ولكن أسفي على الجامعة الأردنية، لأن عنوان المكتوب لا يستحق عرق الأردنيين الذين حرموا أنفسهم لقمة الخبز ليرسلوا أبنائهم إليها، ليتعلموا!
ولك مني د. إبراهيم كل الاحترام وواحدة من نكتي المفضلة، لعلك تشاركني الضحك:
كان زوج مارغريت تاتشر شخصاً مهملاً بما يتعلق بالسياسة (لا يقبضها جد) وكان إلى ذلك صاحب كيف وكأس؛ ولا يندر أن تصدر عنه في أحاديثه الصحافية تعليقات سياسية غاية في الطرافة، ولكنها كانت تحرج زوجته رئيسة الوزراء أيما إحراج؛ مما دفع بزوجته إلى منعه من الإدلاء بأية تصريحات للصحافة.
وامتثل الزوج فامتنع عن الإدلاء بأحاديث وتعليقات صحافية، ولكنه لم يصد الصحافيين، الذين استغلوا الفرصة، وراحوا يحاولون استفزازه، وسأله أحدهم:
-        يقولون أن المسز تاتشر منعتك من التصريح للصحافة لأنك أحمق. عليك أن تصرح بشيء لتثبت العكس.
فقال دنيس تاتشر بفطنته ولذاعة لسانه:
-        أن أصمت ويحسبون أنني أحمق خير من أن أصرح بشيء فيتأكدون من ذلك!
وبيني وبينك يا دكتور: يقولوا اللي يقولوه، بس صدقني.. والله إنك إبراهيم خطير (غبت وجبت)!

للإستزادة، إليكم رابط مقال د. ابراهيم خليل:
http://www.alquds.co.uk/index.asp?fname=today\20qpt896.htm

هناك 3 تعليقات:

شوق العبدالله يقول...

رُبما يا أستاذ ياسر الموقِع السخيْ للرابِطَة سيَجعل المحَتوىْ الأدبيْ والفِكريْ
اكَثرَ جمالاً ففيْ الحدَيقة الخلآبة فيْ الشميسانيْ ستَستجِم الحالة الأبداعية .. وفيْ المرافِقْ المُرفهه ستتقيأ الحُرية بالتَعبير وفيْ المَسبح ستغتَسِلُ منِ خطايا المُعارضَة ..
هه (:
استاذ ياسر شُكراً لكْ جَعلتنيْ ابتسِمُ هذا الصَباح وأجزمُ أن السيد تاتشَر رجُل سياسَة حَتىْ وإنْ لمْ يُجدِف ببحورِها يوماً >ايتعلمونَ مِنه , لآ اعتقِد ..


::
مُتابِعة لكتابتكَ واسَمح ليْ باختلاسِ النَظر لجديدك مِن وقتٍ لوقتْ ..

غير معرف يقول...

ربما يا استاذ ياسر انا لا اعرف الدكتور ابراهيم الخطير
ولكن هو محق تماما في ما قاله بخصوص السيد محادين .. فهو خارج دائرة الابداع الثقافي تماما ...
وهو باحسن حالته لاعب سياسي مخضرم وكاتب مقال .
لك الاحترام والتحية

غير معرف يقول...

ربما يا استاذ ياسر انا لا اعرف الدكتور ابراهيم الخطير
ولكن هو محق تماما في ما قاله بخصوص السيد محادين .. فهو خارج دائرة الابداع الثقافي تماما ...
وهو باحسن حالته لاعب سياسي مخضرم وكاتب مقال .
لك الاحترام والتحية