الأحد، 3 يوليو 2011

تعديل املأ الفراغ!

من المفترض أن التعديل يطيل عمر الحكومة، ويرحل أزماتها بإعادة الشارع السياسي إلى حالة من الترقب، ويعطيها مجالاً لاستئناف البرامج والخطط التي تعثرت، بانتقاء أشخاص أكثر ملائمة لها.
ولكن التعديل لم يكن اختيارياً؛ فوزراء الحكومة قفزوا من مركبها واحداً بعد آخر، بعضهم بسبب السخط الشعبي على دورهم في "شاهين غيت"، وآخرين احتجاجاً على سياسات الحكومة نفسها واليأس من قدرتها على تنفيذ برنامج إصلاحي، مثل وزير الدولة لشؤون الإعلام والاتصال طاهر العدوان. هذا إلى جانب أن وزراء آخرين كانوا يتأهبون للترجل من الموكب الوزاري، مثل وزير الثقافة طارق مصاروة، وربما آخرين.
إذن، التشكيلة الوزارية شهدت فراغات كانت تحتم التعديل أو.. الملء!
ملأ البخيت فراغات حكومته، وكان ملفتاً أنه ملأها بـ: د. عبد اللطيف وريكات الأكثر تمسكاً بمهنيته في ملف "سجيننا فوق العادة المعتمد في العاصمة البريطانية لندن" خالد شاهين. ومازن الساكت للداخلية. وتوفيق كريشان الأكثر شغلا لمنصب وزير الشؤون البرلمانية في ظل علاقة متوترة مع البرلمان. وموسى المعايطة الذي لم يعرف سوى وزارة التنمية السياسية. وجريس سماوي الأمين العام الأكثر تربصاً بالوزارة، والمرشح الحاضر لها منذ سنوات. واختار عبد الله أبو رمان الأكثر ولاء له.
بقية الفراغات ملأها البخيت بـ: عادل بني محمد وزير دولة لشؤون رئاسة الوزراء، د. محمد بركات الزهير وزير دولة للشؤون الاقتصادية، وجيه عزايزة وزير التنمية الاجتماعية، د. محمد خليل العدينات وزير تطوير القطاع العام، د. إبراهيم العموش وزير العدل، وهؤلاء الخمسة ليس واضحاً السبب المباشر لترشيحهم، وقد يكونوا أيضاً مجرد ملء للفراغ.
إذن، ملأ البخيت فراغات حكومته، وتوكل على الله، وعاد وانطلق؛ يحدوه الأمل أن يفيد من ميزات "التعديل"، في مواجهة أزمات حكومته المتعددة وكلماتها المتقاطعة: أزمة ثقة مع الشارع على وقع "شاهين غيت" و"الكازينو غيت"، وضغط الإصلاح، وأزمة انسجام أعضاء الحكومة، ومشكلة في منسوب الكفاءة بالتعامل والتعاطي مع الظروف العامة.
الأمل، إن كان ثمة من أمل، يتلاشى حينما يبدو أن أداء البخيت في لعبة "املأ الفراغ" ليس بأفضل من لعبه بـ"الكلمات المتقاطعة"!

ليست هناك تعليقات: