السبت، 4 يونيو 2011

هم وشيخهم صالح اللحيدان

لا أحد من مطلقي المواقف العشوائية يريد أن يذكر أن الغادري اعترف بوجود غرف عمليات لإدارة الثورة السورية في عدة بلدان، منها واشنطن وأوكرانيا وتركيا والأهم.. لبنان، في بيروت، بمساندة فرع من المخابرات اللبنانية (يقصد شعبة المعلومات بقوى الأمن الداخلي التي يتحكم بها الحريري من خلال رجليه المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي ورئيس الشعبة العقيد وسام الحسن).
ولا أحد من مطلقي المواقف العشوائية يريد أن يلتفت إلى ريبة "المعارضة" السورية غير المرتبطة خارجياً من حالات العنف المسلح (نحتاج إلى التأكيد: العنف المسلح) التي تشهدها الاحتجاجات ضد أفراد الجيش وقوى الأمن؛ ومن يتجرأ على الجيش وقوى الأمن لا يوفر المواطن، ولا يتورع عن استهداف الطفل حمزة الخطيب والتمثيل به!
ولماذا التمثيل به..؟ لأن ثمة عقول مريضة، وأنفس ميتة، في المعارضة المرتبطة خارجياً، وداعميهم الخارجيين، يعتقدون ان الشعب السوري يتلكأ في الخروج على قيادته لإفتقاره إلى الـ"بوعزيزي" الخاص به، ومن يحتاج إلى "بوعزيزي" يحاول صنعه!
الأهم من ذلك؛ إن عواطف مطلقي المواقف العشوائية حول الشأن السوري، يعبر عنها بأوضح صورة عضو هيئة كبار العلماء والرئيس السابق لما يسمى الجهاز القضائي السعودي صالح اللحيدان، حيث يقول: ((أرجو الله-جلّ وعلا-أن يُوفِّقَ السُّوريّين إلى أن يجِدُّوا ويجتهدُوا في مقاومة هذه الدّولةِ الفاجرة الخبيثة الخطيرة المُلحِدة ولو هَلَكَ مَنْ هَلَك منهم (!!) يُرى في مذهب مالكٍ أنّه يجوز قتلُ الثُّلُثِ ليَسْعَدَ الثُّلُثان (!) فلن يُقتَلَ من سوريا ثُلُثُها-إن شاء الله)).
إنها فتوى دموية فاشية في غاية الوضوح، خرج بها "فضيلته" في منتصف آذار الماضي، مع بدء الاحتجاجات في سوريا، ومعطياتها دامغة:
الهدف: إسقاط النظام السوري، ودولته الدّولةِ الفاجرة الخبيثة الخطيرة المُلحِدة.
الثمن: "ولو هلك من هلك".
تقديرات: يقتل الثلث، وهو ثمن مقبول لسعادة الثلثان.
هذه معطيات فتوى اللحيدان، الذي كان قد حرّم قبل ذلك التظاهر تضامناً مع الفلسطينيين في عز محنتهم مع إسرائيل في غزة، بل وشمل مجرد الدعاء الجماعي لهم في المساجد؛ ومع ذلك يبدو "فضيلته"، الذي يتحدث عن سعادة "الثلثان"، أكثر رحمة من بعض المتباكين على الشعب السوري، فكثير منهم يتحدثون عن سعادتهم، هم أنفسهم، حصراً!
وما هو أهم من ذلك: إن إدانة القتل الذي يجري في سوريا، تبدأ من ملاحظة أن هذه الفتوى، التي تبيح قتل ثلث الشعب السوري، لم تأت بطلب من حزب البعث، ولا أركان النظام السوري. بل هي فتوى تم "تصميمها" ضدهما من قبل مسؤول سعودي وهابي متزمت اعتاد أن يتلقى الضوء الأخضر قبل أن يقدم على الصلاة، ولا يخشى في بندر بن سلطان لومة لائم!

هناك تعليقان (2):

sendibaad يقول...

اللحيدان يحرم المظاهرات مطلقا، ولكنه يتكلم عن وجوب الدفاع عن النفس في وجه النظام القاتل لشعبه، والذي يقف بالدبابات في وجه من يقولون : سلمية سلمية/ يصرخون بهذه الكلمة وهم يحملون جثثا سقطت على يد نظام قمعي خبيث. انها كرامة مفقودة وهذه معركتها ضد حامي اسرائيل الاسد.

غير معرف يقول...

لقد وصل الامر بكم مع تغييب الضمير ولكي يظهر اسم احدكم
ان يظلم نفسه اولا ويظلم امته ثم شعب بلده.. ومن ثم الامه العربية وكل هذا عنده سيان
فقد ينجح النظام السوري او قد يجد مخرجا لما وضع نفسه به وخصوصا بعد وقوع القناع الزائف الذي طالما تغنى من ورائعه بالعروبه والوطنية الكاذبة
حينها قد يتذكر اسيادكم القتلة ان هناك صحفي كتب مقالة فيدفع له الثمن
اصبح ليس مهم للكاتب البائع ضميرة ان يتطاول على دوله او شعب او شيخ او ان يفتري او يحول الامور الى هوائه
هوى رياح الظلم والفساد وان المستغرب ايظا ان الانترنت قطع عن الشعب
وبقى يخدم النظام فقط لكي لا تصل المعلومه والخبر عما يجري بالداخل موثقه صوتا وصوره
بل فوق ذلك تركوا الاعلام الفاسد بنشر المعلومات المغرضه
فالمقتول اصبح مجرما ومخربا والمقتول اصبح له اجندات وارهابي
والطفل اصبح خطرا على الامن القومي
وحين يقال الحق يقال انه محرض وانه له اجندات اجنبية ويريد اسقاط النظام السوري
من لا يريد اليوم من الامتين العربية والاسلاميه اسقاطه؟؟
بعد ان نكل بالشعب السوري وقتل من قتل وشرد من شرد واعتقل من اعتقل؟؟
من غير هؤلاء المستفيدين من وجوده
الذين ينعمون بمستنقع الفساد والرذيله مهمشيين العامه
المتسلقيين على صرخات المظلوميينن وصيحات الثكالى
و أنات المعذبيين بالمعتقلات
هؤلاء لا يهمهم اصلا لو حكمهم سفاح او شيطان او ظالم
بل ليباد الشعب كله طالما انهم يستفيديون من نفايات ذلك الشيطان
وما يسقطه لهم يلتمون حولها كالذباب