أغرقتنا
مجموعة من المحسوبين على الجسم الثقافي الأردني بدموعها على شعب سوريا، وأسمعتنا
كل أنواع العويل والبكاء الذي تغطى بـ"الإنسانية" وبـ"الموقف
المبدئي من الحرية"، في حملة مفاجئة محمومة، تصر على النظر من خلال العين
الأمريكية، وتلهج مرددة أفكار المعارضة المرتبطة بالخارج، من أمثال فريد الغادي
وعبد الحليم خدام وشركائهما، الذين يتفقون على إنهاء "الممانعة" السورية
ورفع العلم الاسرائيلي في دمشق والوقوف على الحياد من "النزاع العربي الإسرائيلي"
والالتزام بالمطالبة بالجولان بالوسائل السلمية والمفاوضات، حصراً.
معارضة الخارج: العلم الأمريكي بيد والسوري بالأخرى |
وكنت
قد لاحظت في مقالات سابقة أن حملة هذه المجموعة من مطلقي المواقف العشوائية، الذين
يتبعون الأطراف المتورطة في الشأن السوري، تتسم بما يلي:
- الإصرار على تدوير الأفكار الجاهزة، بمنطقها الركيك، الذي نقلته تسريبات "ويكيليكس" عن برقيات السفارات الأمريكية، وتحديداً، في بيروت، وعكست أفكار سعد الحريري المتهافتة والصبيانية.
- أن المتباكين على الشعب السوري، يجمعون بينهم ثلة ممن عرفوا تقليدياً بالاستهانة بالسوري، إنساناً وشعباً. ويمرضهم أن يسمعوا كلمة عن سوريا: البلد والشعب والنظام، على حد سواء.
- الإصرار المحموم على تكذيب الممانعة السورية، واعتبار المقاومة خرافة؛ ووضع الممانعة والمقاومة في تناقض رئيسي مع الحرية، واعتبار الأخيرة حصراً قيمة إنسانية مطلقة، تفرض التنازل عن أية ممانعة ومقاومة.
- إلتزام مطلق بتجاهل الثورات والمظالم الشعبية، التي يتجاهلها الإعلام السعودي القطري، والتركيز على الملف السوري الذي يثير اهتمام هذا الإعلام، ويطرب الولايات المتحدة بشكل خاص.
- الاندفاع الهستيري إلى إدانة الهيئة الإدارية الحالية لرابطة الكتاب الأردنيين، وموقفها المبدئي مما يراد للشقيقة سوريا ولشعبها من ويلات، بإدعاء أنها تصمت على "جرائم النظام السوري".
- الميل الواضح لإدانة "الرابطة" والتشهير الإعلامي المفبرك والمبتذل برئيسها، أكثر من ميلهم لإدانة هذا النظام السوري نفسه.
وبالأمس
تكشفت حقائق هذه المجموعة البائسة، فإذا بها لا تشير إلى غير ما تشي به هذه
الملاحظات التي سبق رصدها؛ حيث انكشف كل هذا العويل والبكاء الذي تغطى
بـ"الإنسانية" وبـ"الموقف المبدئي من الحرية"، عن انتهازية مبتذلة
توغل في الاستهانة بالشعب السوري، وتستغل على نحو مشين جراحه وآلامه في قضية
انتخابية صغيرة، هي أقصى وأكبر ما يمكن أن يصل إليه تفكير بائس وضحل.
يا
للعار..!
هذا الموقف
المشين، الذي سجلته بعض الأقطاب المتهافتة المحسوبة على "التجمع"، إنما يستوجب
الإدانة من أعضاء "التجمع" قبل غيرهم. وهو، كذلك، يستوجب إدانة كل
الأصوات والأسماء التي تم استغلالها في المتاجرة بالدماء السورية، لغايات شخصية قد
لا تتعدى حدود حسم صراع داخلي في "الجبهة" الانتخابية لهذه الكتلة.
لقد
كان مستغرباً، أن تزج بعض الأسماء بنفسها في هذا "المعترك" الفاسد، لا
سيما تلك الأسماء التي قد تكون مهتمة فعلاً بالحرية وبمساندة تحرر الشعوب العربية دون
استثناء؛ ولكن الأكثر غرابة هو اندفاع بعض الذين يعلنون يوماً بعد يوم أن
"الرابطة" لا تمثلهم، إلى المشاركة بـ"إدانتها" لأنها لم
تتبنّ موقفهم..!
من الغريب، فعلاً، أن تجد
المواقف المبدأية رفقة لها في المواقف العشوائية!
إن بوسع من يهتمون، فعلاً،
بقضية الحرية والديمقراطية أن ينأوا بأنفسهم عن ساحة لا تتورع عن توظيفهم ومواقفهم
في المتاجرة بدماء الشعب السوري بطريقة تنم عن نفسيات منحرفة، وتصدر عن مجموعة ذات
رصيد فقير في السياسة وفي النضال من أجل الحرية والديمقراطية، ولطالما كان دأبها
الدعوة إلى عدم تسيس الرابطة، والنأي بها عن المواقف الوطنية المناصرة لقضية
التحرر والديمقراطية في الأردن والعالم العربي.
ولكي
لا ننسى.. "الرابطة" في ذلك ليست كل شيء؛ فالتوجه الذي قاد إلى الجهد
المحموم لإدانة الهيئة الإدارية وموقفها المشرف، يصدر عن توجهات تروج لأفكار جاهزة
معدة من قبل فلول مليشيات "الاعتدال العربي المؤود"، بفضل الشعوب
العربية وبإرادتها. وهي مزيج ما بين الخلايا النائمة لشبكات التمويل الأجنبي
بتوجهاتها الشاذة وطلائع محمد دحلان وتلامذة مدرسة
التسوية مع الكيان الصهيوني، التي استفاقت اليوم لتؤدي دورها المعلوم.
يا
للعار..
كل هذا
البكاء والعويل على الشعب السوري، الذي أغرقتنا به هذه المجموعة من مطلقي المواقف
العشوائية، ليس سوى محاولة بائسة للظهور بوجه مختلف عن وجهها
الحقيقي الذي عرفناه طوال تاريخها، في محاولة لكسب معركة انتخابات "الرابطة"
في الشهر المقبل.
ويا لها من معركة..!
لقد
ابتدأوها صغيرة من
وكر مؤامراتهم التقليدي، بتلفيقة صحافية، تـمّ تمريرها على الأصحاب الجاهزين للعب
أدوار صغيرة معدة سلفاً، يحبك عقدتها ناشئ غرير..!
هناك تعليق واحد:
بعد إجراء التقييم الشهري الذي نجريه علي المدونات المضافة إلي دليل زوارك وجدنا أن مدونتك متميزة وتم إعطاؤها تقييم وستظهر المدونة ضمن المدونات المتميزة في الدليل مما يكسبها المزيد من الزوار أضف أخر ما تكتب إلي صفحة مدونتك بالدليل لتحقق اعلي إفادة من الدليل وذلك عبر إضافة تعليق أسفل المقال الخاص بمدونتك راعي أن يكون التعليق باستخدام الاسم/عنوان url واجعل الاسم عنوان المقال و url رابط المقال
وهذا هو رابط مدونتك علي الدليل ( http://dir.zowark.com/2011/05/blog-post_30.html)
ولكن وجب التنبيه علي هذه المشاكل أيضا
عدد تعليقات قليل :
إن زيادة عدد التعليقات لها أسباب كثيرة قد تكون لأنهم لا يعرفون التعليق أو أن التعليق صعب ( البعض يضع شرط كلمات التحقق وهي مملة ) وقد يكون ليس لديه وقت كاف وقد يكون أتي بالخطأ
حاول استهداف الزوار المهتمين بمدونتك
علق لدي مدونات شبيه بمدونتك
اجعل مقالك جذاب ويتضمن أسئلة تحتاج أجوبة تهم الزائر
لم تضف رابط الدليل
من خلال التقييم الشهري الذي نجريه علي المدونات المضافة إلي دليل زوارك لاحظنا انك لا تضع رابط الدليل وقد كان شرط الاشتراك والحصول علي مزاياه هو إضافة رابط الدليل بشكل دائم أضف الرابط http://dir.zowark.com/p/blog-page_07.html
...........
جمال العربي
من فريق عمل مجموعة زوارك للتسويق والتوظيف وخدمات البورصة
إرسال تعليق