الثلاثاء، 3 مايو 2011

أمريكا تقرأني أولاً


كان ذلك سيكون خبراً سعيداً على نحو ما، لولا أنه من المستبعد أن تكون تلك "الأمريكا" التي تقفز من الفراش بمجرد أن أضيف مقالاً لمدونتي لتطالعه.. أمريكية، أو تتحدث الإنجليزية، أو وطأت قدماها القارة الملعونة من أصله.
 
في أي يوم، وساعة، ودقيقة، ولحظة، هي دائماً جاهزة ومستعدة لتحافظ على كونها أول من يقرأني. بل وتسعى جاهدة لتحطيم أرقامها القياسية، في اختصار الوقت ما بين قيامي بتثبيت المقال على مدونتي وقيامها بفتحه للقراءة!

ليست الريبة في القراءات الأمريكية المصدر، عموماً. ولكن بكون القراءة الأولى فورية وأمريكية.. دائماً!

قال لي بعض الأصدقاء الضليعين بالإنترنت، أن ذلك قد يشير إلى أن المدونة "مرصودة"، حيث يلجأ "الراصد" إلى ربط حركة النشر عليها بجهازه، أما المصدر الأمريكي، فليس إلا تمويه إلكتروني معتاد، حيث أن هناك برامج عديدة وشائعة تضيّع وتموه المصدر الحقيقي للاتصال؛ وذكروني بالبرامج التي تخترق حجب الاتصال عبر "النت"، فهي تفعل نفس الشيء. أي تقوم بتحويل مصدر الاتصال إلى بلد يسمح بهذا النوع من الاتصالات. والوجهة المفضلة (أكدوا) هي الولايات المتحدة الأمريكية.

(والعياذ بالله..!)

وعليه، رسخت لدي الثقة، بأن المعجبة الأمريكية، التي تنتظرني أربع وعشرين ساعة في النهار، وثمان وأربعين ساعة في يومين، واثنتين وسبعين ساعة في ثلاثة أيام، وسبعة أيام في الأسبوع.. ليست سوى "الشباب" الله يهديهم!

وهنا، يجب القول: إن كنت أظلمهم في هذا، فليس ذلك لأنهم لا يفعلون. بل لأن الوقائع الضبابية والمبالغة بتقدير اهتمامهم بما يكتب عموماً، دفعاني لهذا الاعتقاد. ولكن إن كنت محقاً، فإنهم يكلفون أنفسهم بلا طائل. بإمكانهم أن يتركوا الناس يتحدثون في الإعلام دون قيود، بدلاً من تكبد عناء ملاحقة الكلمات والمتحدثين، كلمة كلمة، وفردا فردا، وزنقة زنقة.. إلى آخر اللازمة القذافية!

على أية حال كل هذا غير مهم. المهم هو أنك حينما تحصل على أمريكا، أو صداقة أمريكا، أو أي شيء "أمريكا".. فلا بد ستكتشف عاجلاً بأنه مزيف، ومغشوش..!

ربما يدرك "الشباب" ذلك أكثر من سواهم..! 

هناك تعليق واحد:

هالة (ام أحمد) يقول...

سيدي لابد لهذا الشباب المستفيق مؤخرا بثوراته ان يقرا مقالاتك ويستوعب خطورة الامركة ان صح التعبير وحينها حتبحث عنك امريكا فعلا وترصدك للتعلم من كتاباتك ان الشباب العربي فيه المثقف والمرشد فتحية طيبة لك