الخميس، 5 مايو 2011

بضاعة يأنفها حتى بوش


إنني على ثقة بأن الولايات المتحدة، وأوباما، وأركان إدارته قد باعوا للشعب الأمريكي بضاعة مغشوشة؛ يأنف منا حتى الرئيس الذي لم يأنف الجيف: جورج بوش!
 
الأسرار الأمريكية في عملية "اغتيال أسامة بن لادن، والتي أريد منها، أن تدعم حملة أوباما الانتخابية ولا تطيح به في الأرض، لن تستر عورة أحد؛ والعورات ليست مهمة هنا. ولكن الضمائر، التي يتجرأ عليها الحرامي الصغير و"النشال" المحتقر حتى في عالم اللصوص، ترتجف لها نفوس الأمم!

ما الذي فعله هؤلاء..؟

إن كان أسامة بن لادن مجرماً، فلا وازع لديه، وإن كان متزمتاً فلا إيمان عنده بحقوق دنيوية. فما بالكم بالحقوق المدنية؛ ولكن حين يدور الحديث عن دولة، فيفترض أننا نتحدث عن القانون، وحينما تشن هذه الدولة حروباً باسم الديمقراطية، فإننا كما يفترض نتحدث عن إن الحقوق المدنية للمواطن، وحقوق للإنسان هي القيمة العليا التي يتستر بها كل قائم حي، وكل كيان يبحث عن الشرعية، لنفسه أو لأفعاله.

فأي دولة هذه، وما هذا القانون، وما قيمة النائب العام فيها، الذي يجيز(أو يصمت على) قتل إنسان ولو كان محكوماً بالإعدام (وفي عملية عسكرية) دون إيضاح الملابسات للعامة وللعالم!

وما معنى وجدوى وزارة العدل في هذه الدولة، إن لم يكن لها أن تسأل: لِمَ قتلتم..!؟
لم يحاكم أبن لادن إلى اليوم. وحتى لو حوكم وجمعت كل الأدلة والقرائن تثبت أنه مذنب بما ينسب إليه، وبما اعترف به، فإن له حق بإعادة المحاكمة..

كثيراً ما يتحدث الغرب (وبعض الأصدقاء) عن إن الإسلاميين يقبلون باللعبة الديمقراطية نظرياً، ويفترضون أنهم ينقلبون عليها ما أن يصلوا للسلطة..

رائع..!

ولكن أنتم.. ما مدى إيمانكم بقواعد "اللعبة الديمقراطية"..! ما إيمانكم بالحقوق المدنية..! وما مدى إيمانكم بحقوق الإنسان..!؟

تفترضون أنهم ينقلبون على الديمقراطية. ولكنكم تسبقونهم في فعل ذلك..! 

مرحى لكم..!

أنتم لا تفعلون إلا أن تجردوا "العدو" السلفي من إنسانيته، ثم تشكلون له محكمة نازية، وتصادقون على الحكم المسبق بقتله، والتمثيل به أخلاقياً قبل وأثناء وبعد قتله.

لا أكثر ولا أقل..!

لقد كنت دوماً أؤمن أن "الليبرالية" هي بوابة وقفاز مخملي للرأسمالية المتوحشة؛ ويندفع كثير من أعربنا (صدقوا أو لا تصدقوا) إلى التعريف بأنفسهم بوصفهم ليبراليين معتقدين أنها تعني أنهم متسامحين اجتماعياً وسياسياً..!!

ولكن فليقفوا اليوم إلى جوار أوباما الديمقراطي و"الليبرالي"، الذي يعرف معنى أن يكون ليبرالياً: إنه يغطي على أقل تقدير على قتلة رجل أمام ابنته الطفلة، التي لم تتجاوز الثانية عشر من عمرها. وربما أعتقله حياً وغطى على رواية مقتله، ليتركه فريسة لأجهزته، ينكلون به شر تنكيل، بعيداً حتى عن القانون والدستور الذي أقسم بالحفاظ عليه، ثم وبعد أن ينتهوا منه ينفذون به السيناريو الذي أعلنوه: يقتلونه ويرمونه بالبحر ويفرجون للجمهور المتعطش للدماء عن الصور المنتظرة لجثته!

 وكل هذا، لأجل كسب الانتخابات.

فلتحيا "الليبرالية"! – إنها بضاعة يأنف منها دايان وبيغن، ولم يقبضها مبارك جدّاً.. ولا حتى بوش!


هناك تعليقان (2):

حازم الضمور يقول...

اجدت يا سيدي

Unknown يقول...

تماما كما قلت انا عند سماع الخبر