الاثنين، 15 أغسطس 2011

لسنا شركاء في التخاذل

لم تنقلب الهيئة الإدارية على ناخبيها من أعضاء الهيئة العامة فقط، ببيانها المشؤوم حول سوريا، الصادر في جنح الظلام والتنازل والتخاذل؛ ولكنها، كذلك، انقلبت على نفسها ومواقفها وإرادتها؛ واشترت "راحة" زائفة ببضع كلمات تمّ صياغتها على هوى ما يريد المستهترون بالأوطان، والمتاجرون بالشعوب، والخارجون من معطف المتآمرين الدوليين والإقليميين!
وهي، بكل ببساطة، تخاذلت واستنكرت نفسها!
المهزلة في البيان، أنه لا يعلق على الأحداث السورية، في واقع الأمر. بل على أنباء آخر نشرة أخبار لقناة "السيلية"؛ وبدلاً من أن يترجم عقلية المثقفين الذين يحملون، بالضرورة، مواقف مبدأية من الظلاميين بألوانهم وتصنيفاتهم المختلفة، يلبي دعوة هؤلاء إلى نظرة عوراء وسطحية، تشبه "الجعجعة اللبنانية"، كما تتجلى على لسان جعجع وإلياس عطا الله وبقية مرتزقة زواريب الحريري و"مستقبله" الضائع.
وفي الواقع، فإن البيان يستوفي كامل شروط الرعاية الكريمة من "سرايا" الحريري!
إن من يقرأ البيان، يتبادر إلى ذهنه أن الهيئة الإدارية العتيدة نسيت وسهت، عفواً، عن الإشادة بالخطاب "التاريخي" لخادم الحرمين الشريفين ودوره "الشريف" في حقن دماء السوريين؛ كما فاتها أن تنوه بالدور الوطني الرائد لسعادة السفير الأمريكي وخليله الفرنسي، وبـ"بسالة" العصاة من الظلاميين والمجرمين الذين يروعون المدنيين الآمنين في المدن السورية. وربما لو حظيت بمتسع من الوقت لاجتهدت في إدانة المقاومة وتكذيب الممانعة، أيضاً!
وربما الدعوة لصلاة التراويح أمام السفارة السورية!
البيان مخزٍ ومتخاذل، لم تعنى فيه الهيئة الإدارية حتى أن ترى الشعب السوري، ورأت بدلاً من ذلك د. احمد ماضي بخفة ظله القاتلة، والهذر الممجوج الذي يتعامى عمداً عن الحقائق، ما يدفعني إلى دعوتها للاستقالة؛ ليس لأنها خيبت آمال الهيئة العامة، وأثبتت أنها "خفيفة" لا تعني ما تقول، وتخضع للابتزاز، وحسب. بل لأنها ألحقت بأعضائها وبالرابطة، ما لم يلحقه بها د. ماضي خلال دورتين من رئاسته للرابطة!
لقد كنا شركاء مع الهيئة الإدارية في الموقف الصلب من المتآمرين الدوليين والإقليميين، الذين يستهدفون سوريا بحرب فعلية، إسرائيلية الأهداف، داخل أراضيها، من خلال مجموعات من الأصوليين المتطرفين وجحافل من عتاة المجرمين، في محاولة لإنهاء دورها الإقليمي، وتفكيك كيانها، وتمزيق نسيجها الاجتماعي، وتعطيل الإصلاحات الديمقراطية الممنوعة على سوريا، أصلاً، طوال عشر سنوات مضت.
ولكننا، بكل تأكيد، لسنا شركاء في مهزلة التخاذل العلني هذه!

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

بل هو قمة التخاذل أن يموت أبطال الشعب العربي السوريي المقموع برصاص قناصة لم يسلم الأطفال من قتلهم... وأنت توصفونهم بأنهم إرهابيين ومتطرفين!!!!