الأربعاء، 27 يوليو 2011

نحن ننتصر أو نطلب اللجوء!

استبعد المجاهد الليبي الأشهر عمر المختار خيار الاستعانة بالقوات البريطانية في نضاله لتحرير بلاده، رغم أنه كان يعلم أن معركته مع المحتلين الطليان غير متكافئة، وليس في أفقها المنظور شيئاً أوضح من نهايته الشخصية؛ فـ"الأجل دنى والنهاية قد اقتربت"، على حد تعبيره!
وسجل خياره، بما يخص النهاية الشخصية، بعبارة شهيرة، ما يزال صداها يتردد إلى اليوم:
"نحن لا نستسلم. بل ننتصر أو نموت"!
وكان المختار يومها يحارب المحتلين الطليان؛ لم يكن يحارب أبناء وطنه، أو ينازعهم على دولة وحكم. بينما كان البريطانيون في مصر المجاورة، قريبين، وعلى عداء مستحكم مع أعدائه الطليان.
واليوم، نتابع أخبار ما تسميه قناة الجزيرة "ثورة أحفاد المختار"، فنرى عجباً عجاباً:
ابتدأوا "ثورتهم" بالاستغاثة بكل الدول، العربية وغير العربية، العدوّة قبل الصديقة، وطلبوا تدخل المؤسسات الدولية، واستصدار القرارات "الأممية"، واستدعوا التدخل العسكري، وفاوضوا على الثروة الوطنية مقابل مساعدات مالية.
ولم ينسوا أن يغازلوا إسرائيل، ويرسلوا لها المراسيل!
ومن الواضح أنهم إذا ما فشلوا في مساعيهم بالإطاحة بالقذافي قريباً، أو إن رُفع عنهم الدعم الأطلسي؛ فإنهم سيولون الأدبار، فلا نجد أحداً منهم إلا في واحات اللجوء السياسي الأوروبية، القريبة والبعيدة!
إنهم يرددون صدى كلمات "جدهم"، ولكن بشكل معكوس:
"نحن ننتصر أو نطلب اللجوء"!
وهنا أتذكر: يأخذ ثوار ليبيا المعاصرون على القذافي أنه أزال مطلع الثمانينات ضريح "جدهم" الشيخ المجاهد ونقل رفاته ليبني مكانه برجاً تجارياً باسم عمر المختار "بمناسبة الذكرى التاسعة والسبعين على استشهاده"!
إنهم محقون في ما يأخذونه؛ ولكن الأمر يبدو اليوم عديم الأهمية، فـ"أحفاد المختار"، على ما يبدو، لم يكونوا أبداً بقادرين على رؤية ضريح جدهم، حتى لو أبقاه القذافي!

ليست هناك تعليقات: