الاثنين، 27 يونيو 2011

نخب وإعلاميو الأنابيب


في الفترة الماضية، وتحديداً من أواسط التسعينات، التي شهدت بداية الخفارة "الوطنية" لحماية "المعاهدة" من الرفض الشعبي، وتوفير الرعاية لـ"الخداج النيوليبرالي" الذي كان بـُدء للتو باستزراعه في الأردن، تم التضييق على الصحافة والإعلام والحياة السياسية، وخنق الأصوات الأخرى، وفتح منابر وتمويل وتربية أصوات جديدة قابلة للإدراج في التداول الخاص بسوق المال والعطايا.
ونحن، بطبيعة الحال، بلد رائد في رعاية المواليد الخدج من كل الأنواع!
وعليه، تم التوسع أفقياً وعامودياً، بهذا الأسلوب حتى تحولت قصص النجاح المهني في الإعلام، إلى قصص تحقيق القبول لدى الأوساط النافذة في الدولة والمجتمع؛ فتحولت التجارب الصحافية، وخصوصاً الصحف الأسبوعية، إلى واجهات إعلامية لسياسيين نافذين أو رجال أعمال راغبين في دخول المجال السياسي.
واستمرت العقلية التي أنتجت هذه الحلول "الفذّة" باعتماد اسلوبها المبتكر، وواصلت تطويره ليتناسب مع الظروف المستجدة، إلى أن انتهينا مع بدء الألفية الثالثة إلى انتاج نخب جديدة صنعت في حضانة الصحافة، مدربة على شمِّ الموضع الذي تؤكل منه الكتف.
و"الشم" أضحى مع دخولنا في الألفية الثالثة مهارة عالية القيمة!
هذه "النخب" الجديدة، التي لم تولد من تجربة في العمل العام، وترعرعت في "الصالونات" الضيقة وامتهنت خوض معارك النميمة المأجورة، مضت مدفوعة بشراهة وفجع بالغين تتحين الفرص المالية واصطياد المناصب المتاحة؛ وغرقت في اشتمام كل كتف ويد، بحثاً عن الموضع الذي تؤكل منه؛ واحترفت التكسب والارتزاق على حساب المهنة، وحولت جهدها في الإعلام إلى "دعاية وإعلان" سياسيين، وانزلقت بالمهنة إلى درك "الخدمات الصحافية" المأجورة، وفي المحصلة نافست وكالات العلاقات العامة في شن الحملات الدعائية المدفوعة (لصالح وضد).
وبالمحصلة، غرقنا في قصص حول رشى، وتمويل أجنبي، ومنافع!
ولم تكن هذه لتكون مشكلة لولا أن هذه "النخب"، التافهة من حيث نشأتها وتكوينها وإمكانياتها ودورها، هي اليوم تمثل في الأردن جزءاً من "النخبة"، وتتنطع لصياغة الرأي العام، ولا تنقصها الجرأة لتقديم نفسها لمواقع تمثيلية. ولا يندر أن تتحول بقدرة قادر، عند الطلب، إلى جحافل من مناضلي حرية، لا "يُشبِّر" معهم مانديلا أبداً!
لكنها نخب مزيفة، تقبض ثمن زيفها وارتزاقها!
وفي حقيقة الأمر، نعرف اليوم من يعادي الإصلاح في الأردن، ومن يرتزق ويتكسب من الالتفاف عليه؛ فهم، أنفسهم، أولئك الذين يزاودون اليوم علينا في مواقفهم مما يجري في سوريا!

ليست هناك تعليقات: