السبت، 14 مايو 2011

الأمريكيون يلعبون الشطرنج


مشاهدة عابرة لنهاية فيلم أمريكي، عادي جداً ومتكرر، جعلتني أفكر: ما هي الرياضة غير العنيفة التي تحظى بالشعبية في الولايات المتحدة الأمريكية؟
وابتداءً استغربت أنني في تفكيري، كنت أشير لذلك البلد العنيف، بدبلوماسيته وسياسته وعسكريته وبمعدل الجريمة فيه، بوصفه الولايات المتحدة الأمريكية، وليس كما هو معتاد اختصاراً.. أمريكا!
وتذكرت: حظيت أمريكا بميلاد عنيف، نفذه الكابوي الخارج على القانون، وقاده رجال يجيدون الرطانة الدبلوماسية والإنسانية، التي يسري تأثيرها الدعائي إلى هذا اليوم..
وأدركت: أن "الولايات المتحدة الأمريكية" هي الاسم الدبلوماسي، لمخلوق تم تبشيعه -أو ربما كان بشعاً في أساس فكرة تأسيسه- هو "أمريكا"!
لذا، يصدق قول الأمريكيين (وعلى رأسهم "حبيب الشعب" توماس فريدمان و"دبلوماسي الجماهير" كيسنجر)، حينما يصرون على أننا لا نعاني بسبب أمريكا، وإنما بسبب عدم فهمنا لها، على نحو واقعي!
والآن أتذكر: في مطلع القرن الماضي قام الشاعر السوفيتي النابغة فلاديمير مايكوفسكي بجولة في أمريكا. وكانت أيامها ما تزال تتمتع بسمعة الولايات المتحدة الأمريكية (ما يوحيه ذلك من حرية في الاتحاد) وكانت تعيش وهج مبادئ رئيسها ودرو ولسون الأربعة عشر حول حق الشعوب بتقرير مصيرها، الذي رفع في مواجهة الدول المستعمرة (بريطانيا وفرنسا آنذاك) ونص سادسها على جلاء قوات التدخل الغربي الذي وقع بعد الثورة "عن كافة الأراضي الروسية والتعاون مع أي حكومة روسية يختارها الشعب"، ولم تكن قد دخلت بعد في "منطقة الشرق الأوسط"، ولا ورثت بعد بريطانيا وفرنسا في مستعمراتهما..
ومع ذلك، عاد مايكوفسكي من جولته ليكتب قصيدته الشهيرة: "أنت حمار يا كولومبوس!".
وفي القصيدة، يصف أمريكا، التي لم تكن بعد قد دخلت في حرب باردة مع الاتحاد السوفييتي، بصندوق الشرور. صندوق بانادورا، ويلوم المستكشف الاسباني على فتحه، وإطلاق الشرور في العالم.
وخلافاً لما يعتقده مايكوفسكي، فإن لدي ما يكفيني للاعتقاد بأن فاتح صندوق بانادورا، ليس كولومبوس، وإنما عرب معاصرون، وطويلي عمر لا يجدون إلى الموت سبيلا!
وعودة إلى الرياضة..
في "أمريكا" يحبون "الريجبي" و"البيسبول" و"الهوكي" و"المصارعة الحرة"، وكل ما يمكن أن نسميه مصارعة ثيران بشرية. ويحلو لي أن أقول أنه لو أصبحت لعبة الشطرنج لعبة "أمريكية" مفضلة، لكان أضيفت لها الدماء، ولتم تعديلها ليدخل العنف على الخط.
ولنتذكر أن المدرسة الأمريكية في السينما، مثلاً، ترى في "الآكشن" قمة الدراما..!


ليست هناك تعليقات: