الأربعاء، 30 نوفمبر 2011

إلى مسؤول يُخفي بياض شعره


بقلم: محمود منير
يجدر برئيس الوزراء استبعاد جميع الذين يصبغون شعر رؤوسهم وشواربهم من تشكيلة حكومته، ما لم تثبت سلامتهم النفسية، وقدرتهم على تولي المسؤولية بناء على تقرير طبي موثوق.
الوزراء الشغوفون بإخفاء "ابيضاض" شعورهم -ووفق هذا المقترح- عليهم تبديد شكوك المواطنين حول احتمالية تزوير الحقائق في وزارتهم، أو إخفاء الترهل الإداري والفساد فيها.
"إن تقبل الفرد لذاته، وللمرحلة العمرية، التي يمرّ بها بتغيراتها، كافة، دليلٌ على صحته النفسية، ومحاولة التشبث عبثاً بشبابٍ ولّى هي مجرد آلية دفاعية لا تشكل تعويضاً حقيقياً"، كما يقول خبراء نفسيون.
وعليه سيقوم هؤلاء الخبراء بالكشف عن "المستوزرين"، كافةً، ممن يتشبثون بشباب لن يعود، ولا يكونون راضين عن إنجازاتهم، ويشعرون أن الوقت المتبقي لهم غير كافٍ لتحقيق طموحاتهم.
الوزارات لا تُمنح ولا توهب، وهي ليست "ترضية" لمتعثر في حياته المهنية، أو فرصة ذهبية لتحقيق طموح فات موعده.
أغلب "صابغي الشعر" لا يتقبلون فكرة تقدّم العمر، ويرغبون في لفت الجنس الآخر إليهم، وهذا قد لا يتناسب مع الوظائف العليا التي تحتاج نظرة واقعية، ولا تحفل إلى "لفت" أحد بالنظر إلى حجم المسؤوليات، ووفاء ليمين أقسمه المسؤول للحفاظ على الدستور، وخدمة الأمة.
بعض الخبراء يرون أن بعض "صابغي الشعر" لا يعتقدون أنهم وصلوا مرحلتهم العمرية التي يعيشونها ناضجين، وأنهم لم يُشبعوا رغباتهم بعد، ما سينعكس سلباً على أدائهم في حال تسلموا مناصب حساسة.
ستبحث هذه الفئة عن تعويض ما افتقدوه، وسيوقعهم ذلك في أخطاء قد تكلف الدولة خسائر مالية، وربما تطال سمعتها كذلك.
"سمعة الدولة"، التي يخاف عليها مواطنوها، يستحيل "صبغها" إذا تسبب مسؤول في كشف "بياضها"، ولن تنفع حينها كل حِيَل الأصباغ والحناء. 
يجلس المسؤول "مخفي الشيب والعيوب" وراء مكتبه، غير محتمل نقداً يُوجه لأدائه، فهو لم يستطع قبلها مواجهة مزحة عابرة من صديق انتبه إلى شعرة بيضاء غزت مفرق رأسه.
====
تنويه: المقال منع من النشر في "العرب اليوم". وخلافاً لما يعتقده البعض، لا تتوفر أية أدلة على أن لوزير الثقافة علاقة بمنع هذا المقال؛ كما لم يتأكد أن الوزير نفسه يصبغ شعره، فالصور المنشورة لمعاليه لا تشجع على مثل هذا الاعتقاد، فليس لديه مفرق شعر أساساً!

ليست هناك تعليقات: