الأربعاء، 21 سبتمبر 2011

اعتصام أمام سفارة فرنسا


بقلـم: موفـق محـادين
mwaffaq.mahadin@alarabalyawm.net
بعد اعتصام المتقاعدين العسكريين أمام السفارة الأمريكية، وبعد اعتصام القوميين واليساريين ونشطاء جمعية المناهضة أمام سفارة العدو الصهيوني، وهو الاعتصام الذي حاولت بعض المنابر تجييره للحركة الإسلامية، فيما أثار آخرون أسئلة حول سر تضخيمه وتوظيفه (إقليميا). يقوم نشطاء يساريون وقوميون بتنظيم اعتصام أمام السفارة الفرنسية وذلك الساعة السادسة من مساء اليوم الأربعاء.
وما يجمع السفارات الثلاث هو مواقفها المعادية للعرب ولا سيما القضية الفلسطينية أما ما يجمع المعتصمين فهو ربطهم بين معركة حقوق الإنسان والحريات العامة والإصلاح السياسي وبين معركة الأمة ضد العدو الصهيوني والاحتلالات الأجنبية لقوى الاستعمار القديم والجديد، السياسي والاقتصادي والثقافي.
وهو ما يميز الثورات الشعبية الحقيقية عن الثورات الملونة والمضادة التي تفصل حقوق الإنسان (الليبرالية) عن حقوق الوطني والأمة في الاستقلال وفك التبعية.
وإذا كان الكيان الصهيوني سافرا واضحا في عدوانه وجرائمه واغتصابه للأرض العربية في فلسطين وخدمة الرأسمالية السائدة في كل مرة (بريطانيا ثم أمريكا).. وإذا كانت الامبريالية الأمريكية سافرة وواضحة في دعمها لهذا العدو وفي جرائم الإبادة الجماعية ضد الشعوب المستضعفة ونهب مواردها وثرواتها، فان فرنسا اليوم تتخلى عن تقاليدها الديغولية وتعود سيرتها الاستعمارية الأولى عبر اخطر اختراق صهيوني في تاريخها، حيث لم تشهد دولة أوروبية منذ دزرائيلي اليهودي في بريطانيا، كما تشهد فرنسا هذه الأيام على يد جلاد الضواحي الباريسية من الفقراء والعمال العرب والمسلمين والفرنسيين عندما كان وزيرا للداخلية.
وليس صحيحا أيضا أن مجمل التاريخ الفرنسي من الشرق والقضية الفلسطينية ومن الأردن كذلك، تاريخ مختلف عن بقية المتروبولات والعواصم الرأسمالية العالمية. فمن تقسيم سورية الطبيعية إلى دعم العصابات اليهودية والاعتراف بدولتها عام 1948 إلى بناء المشروع النووي الصهيوني إضافة إلى فلاسفة العنصرية الأوروبية الكبار ضد الشرق، مثل ارنست رينان وجوبينو إلى دور محفل الشرق الأعظم في التمهيد (الناعم) لكل حروب فرنسا الاستعمارية باسم التنوير والليبرالية..
ومن مفارقات الحالة الأردنية على وجه الخصوص، النفوذ الفرنسي الاقتصادي وسيطرته على أهم المؤسسات والمشاريع الاقتصادية مقابل محطات خطيرة في الدبلوماسية الفرنسية تنسجم مع دعوات تصفية القضية الفلسطينية في الأردن.

(العرب اليوم. 2011-09-21)

ليست هناك تعليقات: