بقلـم: موفـق محـادين
mwaffaq.mahadin@alarabalyawm.net
كتبنا
أكثر من مرة، انه باستثناء مصر، فالدول العربية كيانات لمجاميع وسكان أكثر منها
مجتمعات مدنية وطبقات ناجزة وانه ما أن تسقط دولة تحت الاحتلال أو الفوضى لا تنهض
دولة ديمقراطية على أنقاضها، بل تعود هذه المجاميع إلى سيرتها ما قبل الرأسمالية، عشائر
وطوائف وعائلات.. ومن ذلك الأردن، حيث لا مناص من استخدام مصطلحات مشوشة تؤشر على
نقيضها في الواقع، مثل الوحدة الوطنية..
لذلك تعالوا نحمي هذه «الوحدة»
من خلال توسيع أو تعظيم ما أمكن من القواسم المشتركة التالية، باعتبارها صمام أمان
موضوعي أمام الخطر الصهيوني المدعوم أمريكيا:
1- قاسم التأكيد على حق العودة وذلك بترجمته إلى
خطوات وسياسات ومبادرات وهيئات فاعلة. وهو ما يستدعي أيضا إعادة الاعتبار لخطاب
المقاومة وبطلان معاهدة وادي عربة التي تنص المادة الثامنة فيها، جهارا نهارا على
توطين اللاجئين في الأردن.
2- قاسم التأكيد على جدل العلاقة بين الهوية
العربية وبين الخصوصية الأردنية والخصوصية الفلسطينية داخل هذه الهوية لا في
موازاتها او بديلا عنها.
3- قاسم الطبقات الشعبية والفقراء الأردنيين
والفلسطينيين ضد المافيات المالية من الطرفين وضد (النخب) المستوزرة او التي تبحث
عن حصص داخل النظام باسم التحريض الإقليمي أو المواطنة سواء بسواء..
4- قاسم نقل الاحتقانات الداخلية إلى أجندة
خارجية بالانحياز إلى ثقافة ومعسكر المقاومة والوقوف في وجه المشاريع الأمريكية
والصهيونية وعلى رأسها الفوضى الهدامة والشرق أوسطية الإسرائيلية..
5- وفيما يخص الأردنيين والفلسطينيين فان هذه
المشاريع لم تعد حبرا على ورق. فمشروع البنيلوكس الثلاثي (مركز إسرائيلي ومحيط أردني
- فلسطيني) مشروع ينفذ كل يوم ويستهدف تمرير الترانسفير الناعم وتحويل الأردن
وبقايا الضفة الغربية إلى مجال حيوي للعدو.
6- قاسم الحفاظ على الدولة (صمام الأمن والأمان
أمام كل فوضى صهيونية - أمريكية) ويستدعي الحفاظ عليها مواجهة البنك الدولي
وسياسات التخاصية والتفريط في الأراضي العامة والثروات الاستخراجية كما يستدعي
صياغة إستراتيجية جديدة ضد كل أشكال التبعية، من المافيات المالية إلى احتكار
القرارات والوصاية والتغول على الإرادة العامة.
7- بهذا المعنى ووفق الثوابت والقواسم
المشتركة المذكورة، تدار معركة إصلاح ديمقراطي شامل تغربلها وتفرزها وتميزها عن
الطبقات الأمريكية للإصلاح وأدواته المشبوهة.
(العرب اليوم. 2011-09-27)

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق