بقلم: عاطف زيد الكيلاني
سورية والبحرين
دولتان شقيقتان وشعبا البلدين أيضا شعبان شقيقان.. فلماذا كان لحكومتنا الأردنية موقفان
متباينان من الأحداث في كلا القطرين العربيين؟.. ولماذا كان لها أيضا موقفان مختلفان
من الإعتصام في محيط (بالقرب من) سفارتيهما في عمّان؟
اليوم (الأحد 4/9/2011م)،
منعت قوات الأمن المتواجدة في محيط السفارة البحرينية بضاحية الشميساني عشرات المعتصميين
من الإقتراب نحو مقر السفارة البحرينية. وأغلقت قوات الامن جميع الطرق المؤدية الى
السفارة ومنعت دخول المشاة والسيارات والمواطنيين عدا الصحفيين، فيما اجتمع المعتصمون
الذين فرقتهم قوات الامن في ساحة خالية تبعد عن السفارة البحرينية قرابة الـ200 متر
تقريبا..
ولم يكن عدد المشاركين
في هذا الإعتصام كبيرا حتى نقول أنه سيشكل خطورة على السفارة البحرينية أو على العاملين
بها.. وقد كان التواجد الأمني أضعاف عدد المعتصمين.. ولذلك، لم يتمكن هؤلاء الشباب
من إيصال رسالتهم الى السفارة البحرينية، والتي يعربون من خلالها عن وقوفهم وتضامنهم
مع ثورة "اللؤلؤة" السلمية ومطالبها بالحرية والديمقراطية، ورفضهم القاطع
اقحام جهاز الدرك الاردني في معارك خارجية.
هذا ما تمّ بالنسبة للبحرين وسفارة البحرين..
ولكن عندما نتذكر
كيف تعاملت حكومتنا (الرشيدة) مع الإعتصامات العديدة التي تمّت خلال شهر رمضان الكريم،
(وخصوصا اعتصام ليلة القدر) بالقرب من السفارة السورية، عندما نتذكر ذلك ونحاول أن
نقارن بين الموقفين، نصاب بخيبة أمل شديدة، وتتقافز أمام أعيننا علامات استفهام وعلامات
تعجب لا نهاية لها.. ذلك أن موقف حكومتنا أصبح واضحا و(فاضحا)، بل ومشينا ومعيبا لنا
كأردنيين.. وكأن لسان الحكومة يقول: تظاهروا واعتصموا كما يحلو لكم أمام سفارة سورية
(الشيطان الأكبر)، ولا تقتربوا من سفارة الصهاينة وأمريكا ودول حلف الناتو العدواني
والرجعيات العربية (ملائكة الرحمة الإلهية)..
والسؤال الذي لا
مفرّ لنا من محاولة الإجابة عليه.. وليت حكومة الدكتور البخيت تجيب عليه بشفافية ووضوح:
لماذا هذا الإصرار العجيب من طرف الحكومة على وضع نفسها وشعبها في موقف بثبر شبهة الإنحياز
و(التدخل) في الشأن السوري.. بينما هي لا تسمح لشعبها أن يبدي وجهة نظر (مجرد وجهة
نظر) بما يتعرض له شعب البحرين من قمع وتنكيل على يد جلاوزة النظام المتخلف هناك؟
رئيس التحرير
"الأردن العربي"
هناك تعليق واحد:
الاخ عاطف, لاتتعب نفسك فالاخوة في الحكومة قد حسموا امورهم منذ البداية. والطعم الذي رمي لشعب الاردن كان واضحا للعرب ولكن لقمة العيش وفرصة العمل الممكنة في دول الخليج جعلت غالبية الاخوة الاردنيين يقنعون انفسهم بدخول مجلس التعاون الخليجي فالاردن اولا.
العنود فجر يعقوب
إرسال تعليق