الجمعة، 8 يوليو 2011

أحباب رفعت وعبد الحليم


أخيراً، كسر بعض الأردنيين حاجز الإرهاب الإعلامي الذي تمارسه "الجزيرة" وقادتها الميدانيين، فأسسوا لجنة للتضامن مع سوريا، التي تتقدم باتجاه إصلاح جذري، فيما هي بالوقت نفسه تواجه المؤامرة والعدوان بعزم وحزم وإرادة!
ويستطيع مؤسسو هذه المبادرة أن يلحظوا بثقة واطمئنان أن مبادرتهم أثارت حنق التائهين سياسياً من أحباب برنارد هنري ليفي وأشباهه، ومجموعات من المعذبين عقائدياً بسوريا وممانعتها ومقاومتها، في الإعلام وساحات "الفيس بوك" الخلفية، ومن خلال المبادرات "المكارثية" التي ليس من المفاجئ أن تصدر عن شخصيات اسلاموية!
ويستطيعون أن يلحظوا، كذلك، محاولات التقليل من شأن مبادرتهم، بالقول أنها صادرة عن "حزبيين" و"قوميين"، فيطمئنوا إلى أن هذا يصدر بالذات عن عقليات ترى في "الحزبية" عاراً، وفي "القومية" مرضاً!
نحن في القرن الحادي والعشرين، أيها السادة. بل تجاوزنا عقده الأول!
وأسلوب الطعن بهذه المبادرة من خلال الإشارة إلى أنها صادرة عن "حزبيين" و"قوميين"، لا يفعل إلا أنه يكشف زيف هؤلاء الذين يزعمون أنهم مع الإصلاح في الأردن، ويلقي الضوء على ثقافتهم العرفية، التي يمارسونها بفجاجة من التعليقات المبرمجة والمنتقاة على المواقع الإلكترونية.. وخلافه.
ولكن هل حقاً، أن المبادرة الصادرة عن هؤلاء "الحزبيين" و"القوميين"، تمثل أشخاصهم فقط..؟
في الحقيقة، إن الموقف الداعم لسوريا عميم، والموقف الذي يستريب من المؤامرة والعدوان اللذين تتعرض لهما سوريا.. موقف أردني شامل؛ وليس موقف بضعة "حزبيين" و"قوميين"؛ بل موقف الدولة والمجتمع معاً. وحينما نتحدث عن الدولة نقصد عموم الشعب ومؤسسة العرش والحكومة..
وأولئك الذين ما يزالون ينامون في العسل، عليهم أن يلحظوا أن الشق الرسمي في الدولة قد سارع مبكراً إلى النأي بنفسه، رغم الإغراءات الكثيرة، عن الانسياق وراء المغامرات الخطرة في استهداف الجوار السوري، أو ممالئة هذا الاستهداف، والتورط بتصريحات أو أية ترتيبات تسيء لسوريا..
ذلك رغم "مجلس التعاون"، ورغم "التعاون"..!
ويشترك في هذا الموقف البرلمان، والأحزاب كلها، ما عدا "الأخوان المسلمين"؛ وهو، كذلك، موقف النقابات المهنية، كلها، ولا يشذ عن ذلك إلا تلك التي يسيطر عليها الإسلاميون!
وهذا الإجماع الوطني لا يحدث إلا حينما تكون المؤامرة واضحة، والعدوان صريحاً، يكشفان عن أنيابهما، ولا يستثنيان الأردن من توابعهما وزوابعهما وزلازلهما!
وبمعنى آخر؛ فإن البيان الذي قالت مواقع اخبارية أنه صادر عن لجنة شكلها "حزبيون أردنيون"، لا يمثل فئة، بل يمثل وجدان وعقل الأردن الشعبي والرسمي على حد سواء. ويجسد المصلحة الوطنية الأردنية، التي تملي علينا ألا نعبث بأمن سوريا، وألا نساعد ونشجع على العبث به، وأن لا نفرح باختلال أمنها!
هذا هو الإجماع الأردني، الذي لا يشذ عنه إلا أحباب رفعت الأسد وعبد الحليم خدام، ومجموعة من التائهين سياسياً من رفاق برنارد ليفي وأشباهه، والمعذبين عقائدياً بسوريا وممانعتها ومقاومتها!
لا موقف آخر في الأردن من سوريا..
أما أولئك المتباكون على "تنسيقيات محمد رحال في سوريا"، والخجلون من "أردنيتهم" ونقاباتهم ورابطة كتابهم ونقابة صحافييهم لأنها لم تجارهم بالركض وراء "الجزيرة" وبقية الجزر الرسمية العربية المشابهة وقادتها الميدانيين، هم من يخجل منهم الأردن، ويستعرّ من مواطنتهم، لأن من يبيع ويشتري بسوريا، لن يؤخره عن تكرار ذلك مع الأردن، إلا التفاوض على الثمن..!

هناك 6 تعليقات:

غير معرف يقول...

اولا هذا الخطاب البائس لا يزال يتردد في خطابتكم البائسة لم يقل احد انه مع سفاح حماة ولا ربيب النظام في سوريا خدام لكنكم انتم الذين اعلنتم انكم مع نظام الدم هذا ضد الشعب السوري العظيم ، انتم من تشتمون رفعت لم تكونوا لتجرؤا لتشتموه لو انه لم يطمع بالسلطة وينشق عن اخيه ، كما تفعلون اليوم مع ماهر فاذا تخلص بشار من اخيه على سبيل المثال فسيتحول ماهر بنظركم الى وحش فاسد اما اذا تم العكس فتخلص ماهر من بشار فسيكون بشار هو الخائن ! لماذا لا يضحي بشار بالحكم من اجل ابطال المؤامرة فيسلم الحكم الى من يثق من المعارضة السورية الوطنية لمرحلة انتقالية يتم تجهيز البلاد فيها لانتخابات عامة !!!!

ابن الاردن البار يقول...

من يبيع ويشتري بالشعب السوري لن يتوانى عن فعل هذا مع شعبه ومن يدعم اشرس نظام قمعي في العالم يجب ان يغلق فمه عن المطالبة بالديمقراطية في بلده !! يسار غريب عجيب !! الذي يدافع عن بلد الوحدة الذي حارب نظيره البعثي لسنوات طوال بل وقف مع الفرس ضد العرب ووقف مع الامريكان ضد العرب ووقف مع الكتائب ضد الوطني كمال جنبلاط ، اما عن الحرية فهي الشيء الذي يخاف ان يتكلم به المواطن السوري واماالاشتراكية فمن يزور سوريا يلاحظ الاشتراكية على اصولها وحجم الفساد والخصخصة وتوسع الفجوة بين الفقراء والاغنياء !! لا احد ضد الحزبية ولكن حين يكون غرض الحزب الوصول الى السلطة ثم الانقلاب على الديمقراطية فهو لا يختلف عن الاسلاموين الذين تتحدث عنهم !!

عاطف الفراية يقول...

يؤسفني أن أقول لك أيها الصديق إن مقالك هذا لا يكتبه إلا واحد من ثلاثةكما/ إما كتبه ضابط مخابرات سوري ممعن في قلع أظافر الأطفال وقطع أطرافهم وأعضائهم التناسلية، ووضع المعتقلين في وضعية الموزة لمدة ثلاثين عاما دون تهمة ولا محاكمة، وقتل وتشريد العائلات، ونسف السجون بالجرافات على رؤوس من فيها، واغتصاب الحرائر والتمثيل بهن، وضالع في دماء شعب أعزل حتى النخاع وسادي يستمتع بلعبة التعذيب كما هو حال أجهزة البعث الفاشية النازية التي ليس لها أمثلة في التاريخ الحديث إلا بول بوت كمبوديا/ وإما كتبه إعلامي سوري متخصص في الكذب والتضليل وقلب الحقائق وتصوير البطش والنازية والفاشية على أنها جهاد ومقاومة، من النوع الذي يكذب ويعلم أنه يكذب ويعلم أنني أعلم أنه يعلم أنه يكذب/ والثالث أن يكون كتبه شخص حسن النية مضلل تماما ومغسول الدماغ ومضحوك عليه حتى النخاع.

مخبر سري يقول...

انا اؤيد عاطف الفراية فيما ذهب اليه والله عيب هذا الدفاع المستميت عن هذا النظام الفاسد المجرم ، نظام العائلة الاقطاعي الفاسد ، وبدكوا نصدق كمان انوا بدكوا نظام ديمقراطي واصلاح بالاردن ، لا يا عمي خلينا على احنا فيه احسن لنا

سوري مندس يقول...

يعني فعلا اذا لم تستحي فاصنع ما شئت ، قال ارهاب الجزيرة، اما نظامك هذا مش ارهابي !!! يسمح لمحطات روسية او فنزولية تدخل تصور بحريتها واحنا موافقين ماشي !! ما بدنا لا جزيرة ولا عربية ولا بي بي سي ولا فرانس 24 ولا اورينت ولا بردى ولا مستقبل ولا ما يحزنون ، يعني انت بتكذب كل العالم وبتصدق التلفزيون السوري العظيم او يمكن عندك مصادرك الخاصة على راي كل واحد من جماعتك بناقشوا لما نساله من وين معلوماتك طيب لا تكون من التلفزيون السوري بنط بحكي (عندي مصادري الخاصة قال ) قال يسار قال ، بعرف اليسار مع احترام الانسان وحقوقه وهدفه الانسان مش ذبحه وقتلوا عشان القضية واي قضية مش عارفين ، بقاء بشار وماهر وشاليش ومخلوف داعسين على الشعب يسرقوا وينهبوا ، على كل حال مبروك مقالك بتوقع يعطيك السفاح علي مملوك علامة 10 من 10 عليه

Fresto يقول...

هم ليسوا اكثر من سحابة صيف ... و قد قمنا بكسر الحالة التكفيرية الاقصائيه و الارهاب الفكري الذي كان يمارس ضدنا و ضد كل من قرر التفكير (بالحد الأدنى) بما يحدث و التعمن فيه ...ـ

طبعا الحملة المنظمة من خلال مجموعات الضغط و اللوبي الاعلامي و التعبئه الاعلاميه لدفع الناس الى حد السيكوباتيه بدأت بالانحسار ... و استطعنا على الأقل منعهم و جعلهم يتراجعون عن حملة الترويع و الارهاب تجاه كل من يريد التفكير و النظر بموضوعية لما يحدث ... هم لا يناسبهم التفكير ... و من خلق لهم المناخ و خطط بدقة يدرك خطورة التفكير و العقل في هذه المرحلة !!!!ـ

و حملة "ليسوا منا" ليست الا دليل على الشيزوفرينيا المكارثية فعلا لهؤلاء ... فتخيل ان هناك من يقوم بالاقصاء و التكفير و انكار حق "الرأي الاخر" لمجموعة بذريعة الحرية !!!ـ

كل الشكر ايها الصديق الرائع .... و مقالاتك تعتبر من أهم الروافد التي تدعمنا ... و اتمنى منك الاستمرار ... و بنفس الزخم ... فنحن بحاجة هذا النفس في مثل هذه الاوقات تحديدا



في الحقيقة ... فإن منع الاخر من ابداء رأيه هو مشابه لما يحصل على المستوى الاعلامي و يعكس التوجه العام للاعلام (و نعرف جميعا من يمسك مفاتيح الاعلام) !!!!!!!!!ـ

اي اننا نتحدث عن تهيئة اجواء و مناخات تبرر التآمر و التدخل الخارجي من خلال خلق صورة اعلامية ذات بعد واحد قادرة على "تبرير" و تمرير أية تدخل خارجي من خلال نشر الفبركة و الكذب ... و من خلال التحشيد و التعبئه النفسية ...ـ

و هو ما حصل تماما في ليبيا ... و هو المطب الذي وقعت انا شخصيا به في احداث ليبيا حيث كنت ادعم ما يحصل في ليبيا دون قبول رأي اخر ...ـ

و الكثيرون يحاولون تبرير تدخل الناتو الان ... و الكثيرون قرروا تحييد انفسهم (عبر مساواة نظام القذافي بالناتو!!!) و هذا بالضبط ما يريده العدو .... تحييد الرأي المعادي الرافض للتدخل الاجنبي ... و دمج اكبر كتله تدعم التدخل و التخريب في ليبيا ...ـ

و النتيجة: جون ماكين يتمشى في بني غازي مبتسما و العلم الامريكي يرفرف معلنا المؤامرة !!! و الصهيوني برنارد ليفي يعتلي المنصه و يخطب امام عشرات الالاف في بني غازي و يحدثهم عن الحرية و التحرر !!!! و الحبل عالجرار !!!!

هي سياسة "السور الحديدي" الاعلامي، و المطلوب منها منع ظهور الرأي الاخر تماما، و تحييد الكتله الرافضة للتدخل من خلال مساواة المسافة بين هذه الكتله و بين اطراف الصراع المختلفة .... ـ

المشكله هي ان قانوع الصراع لا يقبل القسمة على ثلاثة، قانون الصراع في المعركة الكبرى الآن هو "مع أو ضد" .. و هذا القانون ليس من صنعنا بل من صنع الاعداء و قد بشر به بوش الابن، و تقوم الولايات المتحدة بادارة العالم من خلاله !!
.