الأربعاء، 7 سبتمبر 2011

الله.. الأردن.. القدس عربية!


بقـلـم: ناهـض حـتر
ynoon1@yahoo.com
إذا ما أصرّت السلطة الفلسطينية على الذهاب إلى الأمم المتحدة، فإنها ستحصل من الهيئة العامة على قرار بترفيع عضوية الكيان الفلسطيني من "كيان مراقب" ليس له حق التصويت إلى "دولة مراقبة" لا تتمتع بذلك الحق أيضا، لكنها ستستطيع الإنتساب إلى عدة منظمات دولية، وستتمكن من التقاضي أمام المحكمة الجنائية الدولية.
العضوية الكاملة في المنظمة الدولية مرهونة بقرار مجلس الأمن، حيث سيكون الفيتو الأمريكي في الانتظار بالطبع، وهو ما سيضع الولايات المتحدة التي تصوّر نفسها نصيرا للربيع العربي، في حرج شديد.
ينبغي الاعتراف بأن واشنطن التي مرّغها غزو العراق في الوحل، أصبحت مقبولة جيدا في العالم العربي من دون ثمن سوى إعلانات التأييد الملتبسة للشعوب الثائرة. وفي الوقت نفسه، فهي حافظت على مصالحها ونفوذها في تونس ومصر، وكسبت نفوذا جديدا مرحبا به في ليبيا، وها هي تتلقى صرخات الاستغاثة من المعارضة السورية، وتضبط التطورات اليمنية، وتستقبل الإخوان المسلمين إلى التحالف معها كالسابق. وهي استطاعت، بذلك كله، تكوين شبكة حماية لحلفائها النفطيين من المؤثرات الثورية، وتأمين تحييد العداء لـ "إسرائيل" وسط التغيرات العربية الصاخبة. ومهما يكن الموقف من النظام السوري، فإن إسقاطه أو إضعافه سيصب في المصلحة الاستراتيجية" الإسرائيلية"، من خلال إضعاف الدولة السورية والمقاومة اللبنانية.
كل هذه المكاسب ستكون مهددة، على الأقل جزئيا، بالفيتو الأمريكي ذاك. ومع ذلك، لن يتردد البيت الابيض باستخدامه، بينما يقدم بدائل تفاوضية على حساب فلسطين والأردن.
في تلك اللحظة، سيكون شعبنا في الضفة والقطاع والـ 48 على موعد مع استحقاق الثورة التي تأخرت كثيرا، الثورة التي عليها أن تتبع الأسلوب المصري من الاعتصامات الجماهيرية والمظاهرات السلمية المصممة على انتزاع الحرية، وهو اسلوب سيؤمن أوسع مشاركة شعبية ممكنة في محاكاة لمشهد اصبح جزءا من ذاكرة العالم ومحل تقديره.
الفلسطينيون الآن قادرون على قلب الطاولة في المنطقة، ووضع الأطراف العربية أمام استحقاق الدولة الفلسطينية المستقلة ضمن مواصفات الشرعية الدولية، وعندها سيظهر مدى تهافت الليبرالية الاستعمارية التي أعطبت مشروع التغيير في العالم العربي، وتنكشف الاصطفافات وتنقلب موازين القوى.
لكن المعركة الفلسطينية المقبلة هي معركتنا، نحن الأردنيين، بالذات، إنها معركة وجود دولتنا ودمقرطتها وتقدمها. فقد أظهر تعثر مشروع التغيير الديمقراطي في بلدنا، خلال عام 2011 ، بوضوح، أن إدارة الظهر للنضال الأردني في فلسطين، يساوي الانتحار. وهو وعي يستعيده، بسرعة، المزيد من شباب الحراك الأردني الذين لم يقولوا "الله... الأردن. حرية وبس" تلك الكلمة التي يمكن أن تؤول إلى "امريكا وبس"! لكنهم قالوا "الله... الأردن... القدس عربية".
لقد أدركوا، مرة أخرى، أن تحرير القدس هو شرط للحرية في الأردن، هذا هو قدرنا.
(لعرب اليوم. 7.09.2011)

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

علاء الدين:

كلام رائع وتحليل دقيق وليت الاخوة في فلسطين يقدمون على ما ذكرتم وحينها ستنقلب الطاولة وسوف تسقط المؤامرات فور انكشافها للجميع.