احتفى الإعلام العربي، الساذج والمتواطئ ضد سوريا على حد
سواء، بمنح رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، طفلة سورية روّج أن والديها قتلا
برصاص القوات السورية؛ الجنسية التركية، وأطلق عليها اسم "زينب رجب طيب أردوغان"، وأغرقنا
بالقصص الميلودرامية، التي تستكمل بعض جوانب قصة مهند ونور.
كانت وحسب، مجرد حركة من سياسي محترف، لا يحلل ولا يحرم
في السياسة، اصطاد بها الإعلام الساذج، ومنح من خلالها الإعلام المتواطئ، لمسة
انسانية، على طريقة المسلسلات التركية، التي يعلم أن الشارع العربي ذرف في
مشاهدتها دموعاً سخية.
ولكن الأمر بمنتهى البساطة، والجدية، عملية اختطاف
معلنة!
لقد نصب نفسه قاضياً وطالباً للتبني في آن، وقرر أن الطفلة البريئة، لا أهل لها ولا أقرباء، فجردها من أهلها ووطنها واسمها وجنسيتها ولغتها
وثقافتها؛ بل وقرر أنه شريف مؤتمن وأب صالح لتبني هذه الطفلة عاثرة الحظ، فحرمها من
حقها على المجتمع أن يتحقق من سيرة وصلاحية طالب التبني.
ولم يخرق القوانين والأعراف بما يتعلق بكل ذلك، فقط؛ بل
واستمرأ استغلال الطفلة وظروفها البائسة في أغراض سياسية محضة، وبالذات لحشد
التعاطف الشعبي، داخلياً في تركيا وعربياً، مع حملته السياسية المغرضة على سوريا.
وهذا دون أدنى شك استغلال بشع للطفولة، ولعذاباتها.
لقد ابتدأ فعلته بانتهاك حقوق الطفلة البريئة، وانتهى باستغلالها ضد وطنها!
من المؤكد أن ما أقدم عليه طيب رجب أردوغان لا يتماشى
ولا يتفق مع قوانين التبني المعروفة في العالم، ومنه تركيا وسوريا على حدٍ سواء، إضافة
إلى أنه يحمل خروقات فجة لكل اتفاقيات حماية الطفولة، وحماية اللاجئين؛ كما انه
يتعارض مع قوانين الجنسية في البلدين المعنيين، ويخرق الحق الانساني للطفلة
بجنسيتها ووطنها وثقافتها ولغتها..إلخ.
ومن المتوقع، أن يظهر أحداً من ذوي هذه الطفلة ليطالب
بها، وإن لم يظهر فإن الحكومة السورية تمتلك كامل الحق في الوصاية عليها؛ وعليه،
فإنه بالنظر للطريقة الخارجة عن القانون التي أقدم بها أردوغان على فعلته هذه،
وبالنظر للوضع القانوني للطفلة، فإنه يمكن اقامة دعوى على أردوغان، والطلب إلى
الانتربول إلقاء القبض عليه بوصفه مختطف أطفال!
الأمر الملفت أن الطريقة التي أقدم بها أردوجان على
فعلته مع هذه الطفلة البريئة، هي ذاتها الطريقة التي حاول ان يتعامل بها مع وطنها
سوريا؛ أي بوضع اليد تعسفاً، وبانتهاك الحقوق الأساسية، من خلال الإعتداء على
الحقائق الأولية!
قلت هي مجرد حركة من سياسي محترف، لا يحلل ولا يحرم في
السياسة، فأردوغان الذي يتباكى على اللاجئين السوريين دخل الحدود عليه أن ينتبه،
اليوم، إلى أن هؤلاء في حقيقة الأمر ليسوا ضيوفاً عليه في تركيا؛ فهم على أرض لواء
الاسكندرون، الذي يحل عليه أردوغان ودولته ظيوفاً ثقال الظل!
هناك 3 تعليقات:
هذا إن كان الخبر صحيح أصلاً، فالحادثة غير منطقية البتة، والطفلة ليست وحيدة في معناتها ليفيض كرم أردغان عليها بالذات !!
على كل اعتدنا نحن العرب في كل موسم أن ننحت "شبيه إله" نعبده لنكتشف في وقت ضائع أنه مجرد تمثال.
الرجاء التحقق من المعلومات. الطفل في الصورة هو طفل فلسطيني يدعى "رجب طيب أردوغان إبراهيم شناعة" وتم أخذ هذه الصور في افتتاح "المستشفى التركي التخصصي للصدمات والحروق" في صيدا في لبنان في العام 2010!!
إرسال تعليق