الخميس، 9 يونيو 2011

اكتشفت إني عميل

اكتشفت إني عميل للنظام السوري العميل لنفسه وللأمة العربية الضالة، ولا يهتز بدني لمرأى القمع، وخائن للقيم والمبادئ الأصيلة التي ينادي بها إمرؤ القيس من مقر إقامته في لندن..
 
والأهم: اكتشفت أنني بحاجة لمصل ميلودرامي مركز لكي أشفى!

كل هذا عرفته. لكن المشكلة الحقيقية التي تواجهني تتمثل في أن الأمصال الميلودرامية المستوردة من لندن هي بالمجمل ميلودرامية مزيفة. يعني تقليد بتقليد. ولا تنفع لا للشفاء، ولا حتى للعدوى..

لدي معضلة أخرى: بما أن لمشكلتي جانب ثقافي، باعتبار أن من أعراضها إخلالي كعضو في رابطة الكتاب الأردنيين بواجبات المثقف المفروضة علي من قبل خلايا "الاعتدال العربي" النائمة (استيقظت مؤخراً)، فإن الأمصال التي أتلقاها من لندن فيها هوس شخصي يزيدني مرضاً..!

أؤكد: إنني مريض وبحاجة للعلاج. الأعراض المرافقة يمكن رصدها في أي حديث ومداخلة تلفزيونية يقدمها عبد الباري عطوان وتصفقون لها؛ ولا بأس أن أشير هنا، إلى أن الزميل الصحفي عبد الباري يعاني نفس المرض رغم أنه يعيش بجوار الأمصال في لندن، بدليل أن الأعراض تظهر عليه مباشرة فور أن يتاح له المجال للكلام، فيتحدث ويطيل الحديث عن "الممانعة ضد المشروع الصهيوني" و"مقاومة العدو الإسرائيلي".

وبهذه المناسبة، لا يسعني إلا أن أزف أسمى آيات التهنئة والتبريك للزميل الصحفي يحيى النعيمي (انتبهوا: ربما شفي من الشعر أيضاً) لشفائه مؤخراً من هذا المرض العضال وتحرره المدني: لا احترام لممانعة ولا تقدير لمقاومة!

إنني أغبطه!

أغبطه وأعجب به، فكيف أمكن لشاعر أن يتحرر من كل ذلك. إنها لمأثرة بحق؛ ولكنني أظن (وبعض الظن إثم) أنه أمكنه ذلك لأنه أجرى عملية استئصال، خلصته من روح الشعر المتمردة الآثمة، ومكنته أن يسترخي ويعالج أمره بالعلاقات العامة..!

وهذه بالطبع، قدرات خاصة، لا تتأتى إلا لمن عاش في كنف ذلك الجناح من فتح الذي يتنعم بمآلات "السلطة الوطنية"!

إنه شيء ليس بمقدوري، ولا ضمن إمكانياتي!

ما علينا، خلينا بما نحن فيه..

اكتشفت إني عميل للنظام السوري العميل لنفسه وللأمة العربية الضالة، وأنني عدو الحرية، ولا أملك فكرة عن الديمقراطية، وقاتل أطفال، وإنني من حيث لا أدري تسرب لنفسي حب سوريا، واحترام الممانعة وتقدير المقاومة بدون تمويل، أو تغرير، أو "منافع عامة"!

وأريد علاجاً..

أريد علاجاً على أن لا يكون ميلودرامياً تافهاً، أو نفعياً سخيفاً؛ فقد اكتسبت المرض بنوايا مبدئية، وأحب بالتالي أن يكون علاجي مبدئياً..

وسلمتم..!
**************************************************************************************
ملاحظة: "ولدنا" أمجد ناصر غير مقصود بالذات، وإن كان يمثل تجسيداً للحالة، ولكنني اضطررت لنشر صورته لتعذر الحصول على صورة "إمرؤ القيس" الأصلي، ما دفعني للبحث عن صورة أي شاعر، ونشرها في هذا المقام مجازاً..!

هناك 4 تعليقات:

Khalil يقول...

يا سيدي مهما دافعت عن النظام السوري، فدفاعك لا يساوي ما يرتكبه من حماقات وفظاعات أصبح الجاهل يدركها قبل العاقل، ولا تتعجل "فالربيع العربي ما يزال في أوله"!!، ودعنا نمسك معا بخيط"الباطل لا يدوم مهما طال" "وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون"،
ويا صديقي وأخي: كذلك قيل عن النظام المصري من قبل فلم يغن عنهم شيئا، والآن:ضاقت عليهم الأرض بما رحبت. تحياتي

رأفت خليل يقول...

بشكل أو بأخر وجدتُني كذلك مع عميق الأسف والأسى على نفسي .. مريض وأعاني الموت .. لا أفكر بخط مستقيم أبداً .. عظّم الله أجركم .. ولا أراكم الله مكروهاً بعزيز

محمود سليمان الهواوشه يقول...

ولكن ماذا بعد ان اخجلنا المنظر بشار امام اليهود ان نقول لهم يا قتلة ايعقل ان يقتل من السوريين ما لم يقتله اليهود طيلة احتلالهم هل كنتم ترون هذه المدرعات في ميادين الشرف ومنذ اربعين عاما ارحموا الشعب السوري يكفيه الجلاد الاشر

حمزة يقول...

أتفاجأ عندما أجد البعض يتفلسف و يلف و يدور و يتعامى عن جرائم النظام السوري ضد شعبه
من العار أن نقف مع المجرمين بحجة ممانعة كاذبة لم تطلق رصاصة واحدة ضد المحتل و أفرغت كل الرصاص و أدوات القتل في صدور عارية
اتقوا الله فالدماء التي تسيل سيكون لرقابقكم منها نصيب مادمتم تدافعون عن المجرمين مدعي الممانعه